السعودية تدعو العالم لمواجهة تحديات تدهور الأراضي في “كوب 16”

في إطار التحضير لمؤتمر الأطراف السادس عشر لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر “كوب 16″، المقرر أن يعقد في الرياض في ديسمبر المقبل، وجهت المملكة العربية السعودية نداءً عاجلاً للمجتمع الدولي. يدعو هذا النداء إلى اتخاذ إجراءات قوية لمواجهة تحديات تدهور الأراضي والجفاف، التي تمثل تهديدًا حقيقيًا للأمن الغذائي والبيئي العالمي.

تشير البيانات الصادرة عن الأمم المتحدة إلى أن العالم يواجه أزمة شديدة، حيث من المتوقع أن تفقد الدول المزيد من الأراضي الصالحة للزراعة، مما يهدد قدرة المجتمعات على الاعتماد على الموارد الطبيعية. وفي هذا السياق، أوضح الدكتور أسامة فقيها، وكيل وزارة البيئة والمياه والزراعة، أن المؤتمر يمثل فرصة حاسمة لتجميع الجهود الدولية لتحقيق أهداف استصلاح 1.5 مليار هكتار من الأراضي المتدهورة بحلول عام 2030.

أهمية المؤتمر

يستعد المؤتمر لاستضافة خبراء وممثلين من القطاعات الحكومية والخاصة وغير الربحية لمناقشة حلول علمية وعملية لتحديات تدهور الأراضي. كما تسعى السعودية إلى تعزيز التعاون بين الدول المشاركة، مما يفتح آفاقًا جديدة للاستثمار في مشاريع استصلاح الأراضي، والتي تقدر قيمتها بنحو تريليون دولار.

كما تشجع المملكة الدول الأخرى على تعزيز طموحاتها في مجال استصلاح الأراضي، وتطبيق أهداف اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، والتي تهدف إلى تحييد أثر تدهور الأراضي بحلول عام 2030.

الاستفادة من رأس المال الطبيعي

تشير التقديرات إلى أن 44 تريليون دولار من الناتج الاقتصادي العالمي تعتمد على رأس المال الطبيعي. وهذا يعني أن كل دولار يُستثمر في جهود استصلاح الأراضي يمكن أن يعود بعائدات تصل إلى 30 دولارًا، مما يعزز الجدوى الاقتصادية للاستثمار في هذه المشاريع.

الابتكار في “كوب 16”

ستكون نسخة الرياض من “كوب 16” مميزة من خلال إنشاء منطقة خضراء، والتي ستعمل كمنصة لتبادل الأفكار بين الشركات والعلماء والمنظمات غير الحكومية. كما ستتضمن الفعاليات محاور خاصة حول قضايا حيوية مثل الحوكمة والتمويل، مما يسهم في إثراء النقاشات وتحقيق نتائج ملموسة.

إن “كوب 16” يشكل فرصة استثنائية للدول والمجتمعات للالتقاء والعمل بشكل جماعي لمواجهة تحديات تدهور الأراضي، وتأسيس مستقبل مستدام يعتمد على استعادة خصوبة الأراضي وحماية البيئة.