الفن السعودي يلتقي الموسيقى والتكنولوجيا: تجربة “قوة الصوت” لفنانة سعودية تحوّل الموسيقى إلى فن بصري

تتجسد موهبة الفنانة السعودية عائشة إسماعيل في قدرتها على دمج الفن والتكنولوجيا بطريقة غير تقليدية، مما يجعل أعمالها تلامس القلوب وتثير التفكير. عائشة، التي تتمتع بخبرة واسعة في تصميم المجسمات الثلاثية الأبعاد، استطاعت أن تخلق تجربة بصرية فريدة تجمع بين الموسيقى والفن المرئي من خلال أعمال مبهرة، كان آخرها المجسم الفني “قوة الصوت” الذي يعكس تأثير الموسيقى على الجسد البشري.

“قوة الصوت” – تعبير عن تأثير الموسيقى على الجسد

يظهر عمل عائشة الأخير، الذي يحمل اسم “قوة الصوت”، كيف يمكن للموسيقى أن تكون قوة غير مرئية تؤثر في تحركاتنا ومشاعرنا. يعتمد المجسم على منحوتة ضخمة ليد عملاقة ممسكة بدمية خشبية ترقص، ما يعكس فكرة أن الموسيقى يمكن أن توجه حركة الجسد، وكأن الإنسان يتحرك في تناغم مع الأنغام، تمامًا مثل الدمى المتحركة التي تتحكم بها الأصوات. تم تصميم هذا العمل من قبل مجموعة WondeFn الفنية، التي تضم الفنانين خالد ناضر، عبدالله الغاشم، أنس إسكندر، زياد الصائغ، وعائشة إسماعيل.

في حديثها لـ”العربية.نت”، أوضحت عائشة أن اختيار موضوع العمل كان متماشيًا مع أجواء فعالية ميدل بيست الموسيقية، التي تحتفي بالموسيقى وتأثيراتها المتنوعة على الإنسان. وأضافت أن الرسالة الأساسية التي يسعى العمل لنقلها هي تسليط الضوء على قوة الموسيقى في تحريك الإنسان، بطريقة تجعل الجميع يشعرون بتأثيرها الفعلي، مما يخلق تفاعلًا بصريًا حيويًا مع الجمهور.

المواد المستخدمة في صناعة المجسم

عمل “قوة الصوت” يتكون من هيكل أساسي من الحديد الصلب، تم نحت اليد باستخدام الفلين مع تغطية بمواد عازلة لتوفير الصلابة والجمال في الوقت نفسه. أما الدمية الخشبية، فقد تم تصميمها بنفس التقنية لتتفاعل مع المجسم بشكل يعزز من فكرة التحريك الموسيقي. والميزة الأساسية للعمل هي حجم المجسم الضخم الذي يصل إلى 5 أمتار، مما يمنحه حضورًا قويًا في المكان ويجعل التفاعل معه أكثر تأثيرًا.

تفاعل الجمهور مع العمل الفني

الاستقبال الحار الذي لاقاه العمل من الجمهور في فعالية ميدل بيست كان واضحًا. حيث أبدى الزوار إعجابًا كبيرًا بتفاصيل المجسم وبالطريقة التي تم بها تجسيد الفكرة. كما لفتت عائشة إلى أن التفاعل مع الإضاءة التي تركز على الدمية خلق إحساسًا بالدراما والعمق، ما جعل العمل أكثر جذبًا وإثارة للاهتمام.

التحديات التقنية والإبداعية

واحدة من أكبر التحديات التي واجهها الفريق كانت تتعلق بحجم المجسم الضخم، حيث تطلب الأمر تصميمًا دقيقًا وتخطيطًا مبدعًا لضمان ثباته وسلامته، خصوصًا مع وجود دمية خشبية متحركة. بالإضافة إلى ذلك، كان من الضروري ضمان أن الإضاءة والتفاصيل تظهر بشكل مثالي في ظروف العرض المختلفة، سواء كانت في النهار أو الليل.

التصميم التفاعلي – جذب الجمهور للمشاركة

كان عنصر التفاعل جزءًا مهمًا في التصميم، حيث كان هناك تأثير ضوئي يتغير حسب تفاعل الزوار مع المجسم، مما أضفى مزيدًا من الحيوية على العمل. هذا التفاعل خلق تجربة مميزة للجمهور، شجعهم على الاقتراب من المجسم والتفاعل معه، مما جعلهم يشعرون بأنهم جزء من التجربة الفنية.

الخطط المستقبلية والابتكارات القادمة

عائشة إسماعيل تسعى دائمًا إلى تطوير مهاراتها واستكشاف تقنيات جديدة في مجال تصميم المجسمات ثلاثية الأبعاد. إذ تستخدم برنامج “بليندر” بشكل رئيسي لتصميم الأعمال الفنية والإعلانات CGI، بالإضافة إلى تصميمات قابلة للطباعة والتنفيذ على أرض الواقع. وأشارت إلى أنها تخطط لإعطاء دورات تدريبية في المستقبل على استخدام هذه البرامج.

وفيما يتعلق بالمشاريع المستقبلية، أكدت عائشة أن لديها مشاريع مشابهة، لكن لا يمكنها الإفصاح عنها حاليًا، مشيرة إلى أن أحد هذه المشاريع سيعرض قريبًا في ميدل بيست أيضًا.

خاتمة

تُعتبر الفنانة عائشة إسماعيل مثالًا حيًا على قدرة الفن السعودي على الابتكار والتفاعل مع التكنولوجيا الحديثة. من خلال مشروع “قوة الصوت”، نجحت في تحويل الموسيقى إلى تجربة بصرية غامرة، ما يعكس تطور الفنون في المملكة وتنوع أساليبها. ومع المشاريع المستقبلية التي تطمح لتحقيقها، يُتوقع أن تواصل عائشة إحداث تأثير قوي في الساحة الفنية العالمية، حيث تدمج بين الإبداع والفن والتكنولوجيا، ما يجعلها واحدة من أبرز الأسماء في هذا المجال.