حماس: لن نخضع للضغوط وهدفنا وقف الحرب

في تطور جديد يتعلق بالوساطة الدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، أكدت حركة حماس أن هدفها الرئيسي هو إنهاء الحرب في غزة، مشددة على أنها لن تخضع لأي ضغوط خارجية. جاء هذا التصريح بعد أن تزايدت الأنباء حول انسحاب قطر من دور الوسيط الرئيسي في مفاوضات التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وهو ما أثار تساؤلات بشأن مصير المفاوضات الجارية.

التوترات حول الوساطة القطرية

في البداية، أعلن مصدر دبلوماسي أن قطر انسحبت من دور الوسيط في المفاوضات التي تهدف إلى وقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن الأسرى. وأضاف المصدر أن مكتب حماس في الدوحة “لم يعد يخدم الغرض منه”. وفي رد فعل على هذه الأخبار، أكدت حماس أنها لم تتلقَ أي إشعار بشأن إغلاق مكتبها في قطر، وأن علاقتها بالوسيط القطري لا تزال قائمة وأن الدوحة تتفهم موقف الحركة في المفاوضات.

وأكد مصدر من حماس في تصريحات لـ”العربية/الحدث” أن الحركة لن تنصاع لأي ضغوط، وأشار إلى أن الهدف الواضح هو وقف الحرب بشكل كامل. كما أضاف أن حماس مستعدة للحديث مع أي جهة تسعى للسلام، لكن المسؤول عن فشل المفاوضات حتى الآن هو الحكومة الإسرائيلية، مشيرًا إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كان حجر العثرة الرئيسي في مسار التفاوض.

الضغوط الأميركية على قطر

التحركات الأخيرة تأتي في وقت حساس، حيث أعلن مسؤول أميركي أن الولايات المتحدة وجهت تحذيرًا إلى قطر بشأن وجود حركة حماس في الدوحة، معتبرة أن تواجدها أصبح غير مقبول بعد أن رفضت الحركة قبل أسابيع اقتراحًا أميركيًا يتعلق بالإفراج عن الأسرى. وأضاف المسؤول أنه تم إبلاغ قطر بعدم جدوى استمرار وجود مكتب حماس في الدوحة.

رغم هذه الضغوط، نفت مصادر في حماس ما ورد بشأن إغلاق المكتب، مشيرة إلى أن قطر لم تُخطر الحركة بهذا القرار، وأن التعاون مع الدوحة ما زال قائمًا، مما يثير تساؤلات حول مدى تأثير الضغوط الأميركية على موقف قطر في الوساطة.

مسار المفاوضات والآمال في وقف الحرب

على الرغم من الجهود التي بذلتها الولايات المتحدة، مصر، وقطر، فإن المفاوضات حول وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل لم تحقق أي نتائج ملموسة حتى الآن. الرفض الإسرائيلي للانسحاب العسكري من غزة كان أحد أبرز العوامل التي عرقلت التوصل إلى اتفاق، رغم أن حماس كانت قد أبدت مرونة في قبول بعض المقترحات.

في السياق نفسه، أعلنت الولايات المتحدة عن استعدادها للقيام بمحاولة أخيرة في مسعى لوقف الحرب في غزة ولبنان، وهو ما يعكس استمرار الضغوط الدولية لإنهاء الصراع.

الوضع الإنساني في غزة

في خضم هذه التحركات السياسية، يبقى الوضع الإنساني في قطاع غزة في غاية الصعوبة. التقارير الدولية تشير إلى أن قطاع غزة يعاني من أزمة إنسانية خانقة، في ظل تواصل الغارات الإسرائيلية والحصار المستمر. إضافة إلى ذلك، تواجه العديد من العائلات الفلسطينية شبح المجاعة، حيث أظهرت التقارير الأخيرة أن مئات الآلاف من السكان في شمال غزة يواجهون نقصًا حادًا في الغذاء والمساعدات الطبية.

الخلاصة

تستمر حرب غزة في دفع الجميع نحو الهاوية، سواء من حيث الخسائر البشرية أو السياسية. وبينما تحاول الأطراف الدولية تسريع جهود الوساطة، يبدو أن التحديات أمام وقف الحرب لا تزال كبيرة، ما يضع مستقبل القطاع على المحك في ظل استمرار الانقسام السياسي وتعنت بعض الأطراف في المفاوضات.