في خطوة كبيرة نحو تعزيز مكانة المملكة العربية السعودية كوجهة ثقافية وسياحية عالمية، أعلنت شركة الدرعية عن وضع حجر الأساس لتطوير حي القرين الثقافي والمنطقة الشمالية من الدرعية بتكلفة تصل إلى 5.8 مليار ريال سعودي (ما يعادل 1.55 مليار دولار أمريكي). هذا المشروع الضخم، الذي يُعد أحد أكبر مشاريع التطوير الحضري في العالم، يمتد على مساحة 14 كيلومترًا مربعًا ويشمل مجموعة متنوعة من المرافق الثقافية والسياحية والتعليمية.
حي القرين الثقافي: قلب المشروع
سيكون حي القرين الثقافي هو القلب النابض لهذا المشروع، حيث سيضم فندقين فاخرين من الطراز العالمي، بالإضافة إلى العديد من الوحدات السكنية الفاخرة التي تحمل علامات تجارية مرموقة. من بين الفنادق المعلن عنها فندق الريتز كارلتون “الدرعية” وفندق العنوان الدرعية، مما يعكس التزام المشروع بتقديم خدمات ضيافة من المستوى العالمي. كما سيتم تطوير 19 مبنى متعدد الاستخدامات تشمل مساكن ومكاتب راقية، إلى جانب مجموعة من المتاجر والمطاعم الراقية التي ستجذب الزوار من داخل وخارج المملكة.
مركز عالمي للفنون والتعليم
تتضمن الخطة أيضًا إنشاء مركز عالمي للفنون والثقافة في حي القرين، الذي سيحتوي على مدرسة موسيقى عربية، دار سينما، مجموعة من المتاحف الأكاديمية، بالإضافة إلى أكاديميات متخصصة في مجالات مثل الكتابة وفنون العمارة النجدية. هذه المرافق ستكون جزءًا من رؤية تطوير الدرعية لتصبح مركزًا عالميًا للمعرفة والإبداع، مع التركيز على تعليم الفنون والثقافة المحلية والعالمية.
المنطقة الشمالية: مركز عالمي للتعلم
ستتحول المنطقة الشمالية من الدرعية إلى مركز عالمي للتعلم، حيث سيتم إنشاء مؤسسة الملك سلمان وجامعة ومكتبة ستحمل في طياتها تاريخ المملكة العريق. هذه المنطقة ستستقطب العلماء والطلاب من جميع أنحاء العالم، مما يعزز من دور الدرعية كمركز أكاديمي وتعليمي عالمي.
7 فنادق عالمية ومرافق سياحية
وفي إطار سعيها لتحقيق رؤيتها في تحويل الدرعية إلى وجهة سياحية ثقافية عالمية، أعلنت شركة الدرعية عن إطلاق 7 فنادق عالمية جديدة، تضم 877 غرفة فندقية فاخرة، ستكون جزءًا من المشروع. من بين هذه الفنادق، سيتم افتتاح فندق “باب سمحان” الذي سيتمكن من استقبال الزوار في ديسمبر 2024، والذي يجمع بين التراث المعماري النجدية والتصميم العصري. كما يطمح المشروع إلى استقطاب 50 مليون زيارة سنويًا بحلول عام 2030.
أهمية المشروع للاقتصاد السعودي
يتوقع أن يسهم مشروع الدرعية في توفير أكثر من 178,000 فرصة عمل، مما يعزز الاقتصاد الوطني ويخلق بيئة مهنية مثالية في قطاع السياحة والضيافة. كما يُتوقع أن يسهم المشروع بحوالي 18.6 مليار دولار أمريكي في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة، ويعزز من قدرة القطاع السياحي على المساهمة بأكثر من 10% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2030.
في الختام
يمثل مشروع تطوير الدرعية خطوة هامة نحو تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030، حيث يركز على تحسين بنية المملكة التحتية وزيادة جاذبيتها السياحية والثقافية. من خلال هذه المشاريع الطموحة، ستصبح الدرعية وجهة عالمية للفنون والثقافة والتعليم، مما يسهم في تعزيز مكانة المملكة على الساحة العالمية.