في ظل رؤية المملكة 2030، يشهد قطاع السياحة في المملكة العربية السعودية نمواً ملحوظاً، حيث تعد السياحة أحد المحاور الأساسية في تحقيق التنوع الاقتصادي بعيداً عن الاعتماد على النفط. وفي هذا السياق، كشف وزير السياحة، أحمد الخطيب، أن مساهمة قطاع السياحة في الاقتصاد الوطني قد ارتفعت بشكل كبير، حيث كانت تساهم بنسبة 3% فقط من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2018، لتصل إلى 5% في نهاية العام الماضي. وتستهدف المملكة رفع هذه النسبة إلى 10% في المستقبل القريب.
إنجازات القطاع السياحي في المملكة
أوضح الخطيب في حديثه خلال ملتقى الميزانية، أن المملكة قد نجحت في تحقيق هدفها لعام 2023، حيث تجاوز عدد السياح الذين زاروا المملكة 109 ملايين سائح، متفوقة بذلك على الهدف المحدد في إطار رؤية المملكة 2030 الذي كان يستهدف 100 مليون سائح. هذه الإنجازات دفعت القيادة السعودية إلى إعادة تحديد المستهدفات وجعلها أكثر طموحاً، ما يعكس الثقة في قدرة القطاع السياحي على تحقيق المزيد من النمو.
التركيز على إنفاق السائح
أحد الجوانب الرئيسية في استراتيجية السياحة التي تبنتها المملكة هو التركيز على إنفاق السائح بدلاً من التركيز فقط على عدد السياح. فالإنفاق السياحي هو الذي يساهم بشكل كبير في خلق الوظائف وتحفيز الاقتصاد، حيث يتم إنفاق الأموال على مجموعة واسعة من القطاعات مثل الفنادق، والمطاعم، والنقل، وغيرها من الأنشطة الاقتصادية المرتبطة بالسياحة. على سبيل المثال، بلغ إنفاق السياح في المملكة في العام الماضي نحو 48 مليار ريال سعودي، بينما وصلت هذه الإيرادات في النصف الأول من عام 2024 إلى 41 مليار ريال.
النمو المستدام والتطور في سوق السياحة
تشير الإحصائيات إلى أن المملكة قد شهدت نمواً كبيراً في عدد السياح في الأشهر السبعة الأولى من عام 2024 مقارنة بنفس الفترة من عام 2019، حيث ارتفعت السياحة بنسبة 70%، في حين كانت تركيا في المرتبة الثانية بنمو بلغ 5%. كما تتجه المملكة نحو تحقيق حصة أكبر من سوق السياحة العالمي، حيث تسعى لزيادة حصتها التي تتراوح حالياً بين 6% إلى 7%، وفقاً لما ذكره وزير السياحة.
الابتكار والتطوير في قطاع السياحة
أحد العوامل الرئيسية التي ساعدت في هذا النمو هو تنفيذ برنامج الربط الجوي، الذي ساهم في توفير رحلات طيران مباشرة إلى العديد من الوجهات العالمية. كما تم إطلاق مشاريع سياحية ضخمة وتطوير البنية التحتية لتلبية احتياجات السياح، وهو ما يعكس الجهود المتواصلة لتفعيل القطاع السياحي واستغلال عناصر المملكة الطبيعية التي تشكل مقومات سياحية جذابة.
توسيع أفق السياحة الداخلية
أوضح الوزير الخطيب أن السياحة الداخلية تشهد أيضاً تحولاً كبيراً، حيث زادت نسبة السياح الذين يزورون أكثر من مدينة في المملكة. ففي عام 2023، لم يتجاوز عدد هؤلاء 14% من إجمالي السياح، بينما ارتفع الرقم في العام الجاري إلى 27%، مما يعكس تحسن جودة الخدمات السياحية وتنوع الخيارات المتاحة للسياح.
مستقبل واعد للسياحة السعودية
تؤكد هذه الإنجازات المستمرة والتطور السريع في قطاع السياحة على أن المملكة العربية السعودية ماضية بخطى ثابتة نحو تحقيق أهدافها الطموحة. مع استمرار الدعم الحكومي وتنفيذ الاستراتيجيات المتكاملة، من المتوقع أن تساهم السياحة بشكل أكبر في الاقتصاد السعودي، مما يسهم في توفير المزيد من الفرص الوظيفية وخلق بيئة اقتصادية متنوعة.
في الختام، تعد السياحة في المملكة أحد الركائز الأساسية التي تدعم رؤية السعودية 2030، وبفضل هذه الاستراتيجيات المدروسة، فإن المملكة تسير على الطريق الصحيح لتحقيق طموحاتها في القطاع السياحي، وتحقيق النمو المستدام الذي يعزز من مكانتها كوجهة سياحية عالمية.