في تقليد سنوي محبب، وجه الملك تشارلز الثالث رسالة مؤثرة للعالم بمناسبة الكريسماس لعام 2024، متأملًا في العام الذي مرَّ عليه وعائلته، والذي تميز بتحديات صحية عاطفية وجسدية. فقد مرَّ الملك بتجربة صعبة نتيجة محاربته لمرض السرطان، وهو المرض الذي لم يكن وحده في معركته، إذ تم تشخيص زوجة ابنه، كيت ميدلتون، بالسرطان أيضًا، ليقضيا عامًا صعبًا معًا في تلقي العلاج الكيميائي.
في هذا السياق، ألقى الملك تشارلز خطابه في كنيسة فيتزروفيا في لندن، وهي المرة الأولى التي يسجل فيها خطابه السنوي خارج القصر الملكي منذ 18 عامًا. بدأ الملك تشارلز خطابه بتوجيه الشكر إلى المهنيين والمتطوعين في القطاع الصحي الذين وقفوا إلى جانبهم، مشيدًا بطيبتهم وتفانيهم في خدمة الآخرين، مؤكدًا على أهمية الدعم المتبادل في مواجهة الصعاب.
كما توجه الملك إلى جميع من يعانون في العالم، قائلاً: “جميعنا نمر بنوع من المعاناة في مرحلة ما من حياتنا، سواء كانت نفسية أو جسدية”، مشددًا على أن الحضارة الإنسانية تُقاس بما نقدمه لبعضنا البعض من دعم ورحمة. وفي ختام كلمته، أطلق دعوة للسلام بين الناس، مشيرًا إلى أنه يجب أن يكون السلام على الأرض شعارًا يسعى إليه الجميع، خاصة في هذه الأوقات العصيبة.
وأبرز الملك تشارلز في خطابه أيضًا أهمية العمل الخيري، إذ ذكر أن شجرة الكريسماس التي كانت خلفه تم تزيينها بزخارف مستدامة، وتُتبرع بها لاحقًا لمؤسسة “ماكميلان” لدعم مرضى السرطان، التي يشرف عليها الملك منذ سنوات. كما قام الملك بتكريم القيم الإنسانية التي تروج لها المؤسسة، لا سيما في ظل تجربته الخاصة مع المرض.
بالإضافة إلى خطابه، قاد الملك تشارلز والملكة كاميلا مسيرة الكريسماس في يوم 25 ديسمبر، التي تخللتها لحظات من الفرح والتجمع العائلي، حيث حضر أفراد الأسرة الملكية التقليدية. وكان من بين الحضور كيت ميدلتون مع أفراد أسرتها، الذين خطفوا الأنظار بتنسيقهم للأزياء التي جمعت بين درجات اللون الأزرق والأخضر.
في الختام، يُظهر خطاب الملك تشارلز ليس فقط التحديات الصحية التي مر بها، ولكن أيضًا تمسكه بالأمل والإنسانية، داعيًا الجميع إلى العطاء والتضامن في الأوقات الصعبة.