في وقت يزداد فيه القلق العالمي حول التغيرات المناخية والأزمات البيئية، اختار عدد كبير من النجوم العالميين استخدام منصاتهم الشهيرة ونفوذهم الاجتماعي للدفاع عن كوكب الأرض والمشاركة في أنشطة الحفاظ على البيئة. هؤلاء المشاهير لم يكتفوا بالحديث عن قضايا البيئة، بل حولوا اهتمامهم إلى أفعال ملموسة تتراوح بين دعم المشاريع الخضراء وإنتاج أعمال فنية توعوية، وصولاً إلى تغيير جذري في أنماط حياتهم اليومية لتصبح أكثر صداقة للبيئة.
من أبرز هؤلاء النجوم الممثل العالمي ليوناردو دي كابريو، الذي تحول من مجرد ممثل حائز على أوسكار إلى أحد أبرز الناشطين البيئيين على مستوى العالم. أسس دي كابريو مؤسسة تحمل اسمه خصصت ملايين الدولارات لدعم مشاريع الحفاظ على البيئة حول العالم، كما أنتج عدة أفلام وثائقية مهمة تسلط الضوء على مخاطر التغير المناخي، كان آخرها فيلم يحذر من سرعة انقراض الأنواع الحيوانية بسبب النشاط البشري.
أما في عالم الموسيقى، فقد أصبحت المغنية بيونسيه نموذجاً يحتذى به في دعم القضايا البيئية، حيث أطلقت مؤخراً خطاً من مستحضرات التجميل العضوية الخالية تماماً من المواد الكيميائية الضارة، كما حولت حفلاتها الغنائية الضخمة إلى مناسبات صديقة للبيئة تعتمد على الطاقة المتجددة وتقلل من استخدام البلاستيك إلى أدنى حد ممكن.
في مجال الموضة، برزت النجمة إيما واتسون كواحدة من أبرز الداعمين لموضة الأزياء المستدامة، حيث تظهر دائماً في المناسبات العامة مرتدية ملابس صديقة للبيئة مصنوعة من مواد معاد تدويرها، كما أطلقت حملة واسعة لتشجيع صناعة الأزياء على تبني معايير أكثر استدامة ومسؤولية بيئية.
أما على المستوى المحلي في العالم العربي، فقد انضم العديد من الفنانين والمشاهير إلى حملات التوعية البيئية، حيث نرى الممثل المصري أحمد حلمي يدعم بشكل متواصل مشاريع إعادة تدوير المخلفات، بينما تخصص الفنانة اللبنانية نانسي عجرم جزءاً كبيراً من حسابها على إنستغرام للتوعية بأهمية الزراعة المنزلية وترشيد استهلاك المياه.
هذه الجهود الفردية والجماعية للمشاهير تأتي في وقت تشير فيه جميع التقارير العلمية إلى أن العالم يقترب من نقطة اللاعودة في أزمة المناخ، مما يجعل دور الشخصيات المؤثرة في تغيير الوعي المجتمعي أكثر أهمية من أي وقت مضى.
يذكر أن يوم الأرض العالمي الذي يحتفل به في 22 أبريل من كل عام، يشهد عادةً زيادة في النشاط البيئي حول العالم، لكن هؤلاء النجوم اختاروا ألا يقتصروا على هذا اليوم فقط، بل جعلوا من قضية البيئة جزءاً أساسياً من رسالتهم الفنية والإنسانية على مدار العام.
هذا التحول الكبير في سلوك المشاهير تجاه القضايا البيئية يعكس تغيراً في الوعي العالمي، حيث لم تعد الشهرة والفن مجرد أدوات للترفيه، بل أصبحت منصات مؤثرة للتغيير الإيجابي في العالم. والجدير بالذكر أن تأثير هؤلاء النجوم على جماهيرهم، خاصة فئة الشباب، قد ساهم بشكل ملحوظ في زيادة الاهتمام بقضايا البيئة وتبني أنماط حياة أكثر استدامة.
في النهاية، يثبت هؤلاء النجوم أن الفن الحقيقي لا يقتصر على الإبداع في مجال التمثيل أو الغناء، بل يمتد إلى الإبداع في جعل العالم مكاناً أفضل للحياة، وهي رسالة قد تكون الأهم في عصرنا الحالي الذي يشهد تحديات بيئية غير مسبوقة.