ألكسندر ريّس يؤسس أول معرض للفن الرقمي في لبنان ويتحدث عن مستقبل واعد للفن الرقمي في العالم العربي

 
في قلب بيروت، وبالتحديد في منطقة الحمرا، أسس ألكسندر ريّس، جامع اللوحات الرقمية الشاب، أول معرض متخصص في الفن الرقمي في لبنان تحت اسم «دي جان آرت جاليري». هذا المعرض الذي يمثل نقلة نوعية في المشهد الفني المحلي، جاء نتيجة شغف ريّس العميق بتقاطع الفن والتكنولوجيا، واهتمامه الكبير بالبرمجة الإبداعية وفن الذكاء الاصطناعي، اللذين يعكسان روح العصر الحديث. يؤمن ريّس بأن الجيل الجديد يتفاعل بقوة مع هذا النوع من الفن ويشعر بعلاقة عاطفية معه، وهو ما دفعه إلى جلب هذا التعبير الفني المبتكر إلى المنطقة العربية، التي لطالما كانت تتابع الاتجاهات الغربية في الفن، لكنها اليوم تشهد ولادة جديدة ومميزة في مجال الفن الرقمي.

يرى ريّس أن مستقبل الفن الرقمي في المنطقة العربية مشرق جداً، حيث يتصل هذا الفن بأسئلة الإنسان المعاصر واهتماماته العميقة، كما أنه يجذب اهتمام جمهور واسع من محبي الفن وجامعيه. ويشير إلى أن الفن الإسلامي، وبخاصة الزخارف الهندسية التي تعتمد على الخوارزميات، تمثل الجذور الأولى لهذا الفن الرقمي الحديث، مما يمنح المنطقة العربية فرصة فريدة لتكون في طليعة الثورة الفنية الرقمية العالمية. ويستذكر ريّس كيف كانت بدايات الفن الرقمي تعتمد على برمجة معقدة وأجهزة ضخمة قبل أن يتطور مع ظهور الذكاء الاصطناعي ليشمل صوراً وفيديوهات تفاعلية، مما يجعل الفن الرقمي أكثر سهولة وانتشاراً.

يعتبر «دي جان آرت جاليري» منصة تجمع بين الإبداع والتقنية، وتفتح المجال أمام الفنانين العرب لاستكشاف آفاق جديدة في التعبير الفني، كما يعزز الحوار الثقافي بين الشرق والغرب في مجال الفن الرقمي. ويؤكد ريّس أن هناك حركة متنامية في المنطقة تشهدها مؤسسات فنية مثل «آرت دبي» التي تبرز أهمية الفن الرقمي وتدعمه، مما يعكس اهتماماً متزايداً بهذا المجال ويعزز مكانة المنطقة على الخريطة الفنية العالمية. في ظل هذه التطورات، يظل ألكسندر ريّس متفائلاً بأن الفن الرقمي سيواصل نموه وانتشاره، وسيكون له دور بارز في تشكيل مستقبل الفن والثقافة في العالم العربي، مستفيداً من التراث الغني والتقنيات الحديثة التي تتيح فرصاً لا محدودة للإبداع والتجديد.