الأميرة نورة بنت فيصل تبرز إرث الأناقة السعودية عبر كتاب فريد يوثق تاريخ الأزياء التراثية للمملكة

  
قدمت الأميرة نورة بنت فيصل آل سعود، إلى جانب الكاتبة سيان تيشار والمصور لازيز حماني، عملاً مميزاً يجسد تاريخ الأزياء السعودية من خلال كتاب بعنوان “أزياء المملكة العربية السعودية: إرثٌ من الأناقة”. هذا الكتاب ليس مجرد مجموعة صور أو تصاميم، بل هو رحلة بصرية وثقافية عميقة توثق أكثر من مئة زي تقليدي تم اختيارها بعناية من مختلف مناطق المملكة، تعكس التنوع الثقافي والقبلي والاجتماعي عبر تاريخ طويل. جاء هذا المشروع بعد معرض فني أقيم في الرياض عام 2019، حيث بدأ البحث والتوثيق لهذه القطع الفريدة التي لم تُعرض من قبل بشكل منظم، ليصبح الكتاب مرجعاً مهماً للحفاظ على التراث الوطني وتعزيز الهوية السعودية في عالم الموضة.

تسعى الأميرة نورة من خلال هذا العمل إلى بناء منظومة أزياء مزدهرة في المملكة ترتكز على جذور تراثية عميقة، مؤكدة أن الموضة ليست مجرد تغيير في المظهر، بل هي تعبير عن حضارة وتاريخ يمتد عبر الأجيال. يسلط الكتاب الضوء على الأقمشة والألوان والزخارف التي تحمل دلالات ثقافية واجتماعية، حيث تعكس كل قطعة أصولها الجغرافية والقبلية، وتروي قصصاً عن طرق التجارة والتبادل الثقافي التي أثرت في تطور الأزياء السعودية. كما يضم الكتاب إكسسوارات تراثية مثل المجوهرات وقطع الزينة الخاصة بالرأس، التي تضيف بعداً فنياً يعكس غنى الثقافة السعودية وتنوعها.

واجه فريق العمل تحديات كبيرة في جمع هذه القطع التي كانت موزعة في أماكن مختلفة، حيث تطلب الأمر السفر والتنسيق مع جامعي التراث لضمان نقلها وتوثيقها بأمان، مع الحفاظ على حالتها الأصلية. وقد تم تصوير القطع في استوديوهات متعددة لتجنب المخاطر التي قد تنتج عن النقل الطويل، مما أتاح تقديم صور عالية الجودة تعكس جمال الحرفية والتفاصيل الدقيقة لكل زي. ويؤكد الكتاب على أهمية الحفاظ على هذا التراث كجزء من الهوية الوطنية، مع فتح آفاق جديدة أمام المصممين السعوديين لاستلهام هذه التصاميم التقليدية وتطويرها بأساليب معاصرة.

هذا العمل الفريد يعكس رؤية متجددة تجمع بين الماضي والحاضر، ويؤكد أن الأزياء السعودية ليست مجرد ملابس تقليدية، بل هي لغة ثقافية تعبر عن تاريخ غني وتنوع جغرافي واجتماعي واسع. من خلال هذا الكتاب، تأمل الأميرة نورة وفريقها في تعزيز الوعي بأهمية التراث الوطني، وإبراز مكانة المملكة في المشهد العالمي للموضة، مما يجعل الكتاب مرجعاً أساسياً لكل من يهتم بفهم أعمق لتاريخ وهوية الأزياء السعودية.