كارول سماحة تكشف تفاصيل محنة مرض زوجها وتأثيرها على علاقتهما: رحلة صمود وحب في مواجهة الألم

في حديث مؤثر يعكس قوة الحب والصبر في مواجهة المحن، كشفت الفنانة اللبنانية كارول سماحة عن تفاصيل الفترة الصعبة التي عاشتها مع زوجها الراحل، المنتج وليد مصطفى، خلال معاناته مع المرض، وكيف أثرت هذه التجربة على علاقتهما، لتصبح واحدة من أكثر الفترات تحديًا في حياتهما الزوجية. هذه المحنة لم تكن مجرد اختبار صحي، بل كانت تجربة إنسانية عميقة كشفت عن قوة الترابط بينهما، حيث واجه الزوجان الألم معًا، وعبرا هذه المرحلة بروح من التضامن والتفاني.  

كارول سماحة أوضحت أن بداية المرض كانت صعبة للغاية، حيث دخل زوجها في حالة من العزلة، رافضًا الحديث مع أي شخص، مما جعل الأمر أكثر تعقيدًا بالنسبة لها، خاصة أنها كانت تحاول دعمه نفسيًا دون أن تضغط عليه. هذه المرحلة، التي استمرت لعامين تقريبًا، كانت مليئة بالتحديات، حيث كان وليد مصطفى يواجه المرض بصمت، بينما كانت كارول تحاول أن تكون السند الذي يحتاجه، دون أن تشعره بأنها تتأثر سلبًا بظروفه الصحية.  

لكن مع مرور الوقت، تغيرت الأمور، حيث بدأ وليد في التأقلم مع وضعه الصحي، وقرر أن يستمر في حياته المهنية رغم الألم، حيث كان يعود من جلسات العلاج ويبدل ملابسه ليذهب إلى العمل، في مشهد يعكس مدى إصراره على عدم الاستسلام للمرض. هذا السلوك كان مصدر إلهام لكارول، التي قررت أن تكون أكثر دعمًا له، حيث وضعت احتياجاته في مقدمة أولوياتها، حتى لو كان ذلك على حساب بعض جوانب حياتها المهنية.  

إلى جانب ذلك، كشفت كارول سماحة أنها خلال هذه الفترة أصبحت أكثر استماعًا، حيث كانت تحاول أن تخفف عنه دون أن تثقل عليه بمشاكلها الشخصية، مما جعلها تعتمد على أصدقائها في حل بعض الأمور الخاصة بها، حتى لا تضيف عبئًا إضافيًا عليه. هذه التجربة جعلتها تدرك أن الحب الحقيقي لا يقتصر على اللحظات الجميلة، بل يظهر في الأوقات الصعبة، عندما يكون الشريك بحاجة إلى دعم غير مشروط.  

هذه المحنة لم تؤثر فقط على حياتهما الزوجية، بل كانت لها انعكاسات على مسيرة كارول الفنية، حيث فضلت أن تقلل من ظهورها الإعلامي خلال هذه الفترة، وركزت على الاهتمام بزوجها وابنتهما، معتبرة أن الأسرة تأتي أولًا، وأن النجاح الحقيقي يكمن في القدرة على التوازن بين الحياة الشخصية والمهنية.  

اليوم، وبعد رحيل وليد مصطفى، تتحدث كارول سماحة عن هذه التجربة بروح من الامتنان، حيث تؤكد أن هذه المرحلة رغم صعوبتها، كانت مليئة بالدروس التي جعلتها أكثر قوة ونضجًا، كما أنها كشفت لها عن معنى الحب الحقيقي، الذي لا يتأثر بالظروف، بل يزداد قوة في مواجهة التحديات. هذه القصة ليست مجرد تجربة شخصية، بل هي رسالة لكل من يواجه محنة مشابهة، بأن الحب والصبر يمكنهما أن يكونا أقوى من أي ألم، وأن الدعم المتبادل هو ما يجعل العلاقات الإنسانية أكثر عمقًا واستمرارية.