“رؤى الصوت”.. معرض فني سعودي يجسد التناغم بين الفن والتجريب ويجمع أعمال 4 فنانات تحت إشراف لولوة الحمود

شهدت الساحة الفنية السعودية حدثًا مميزًا من نوعه حمل عنوان “رؤى الصوت”، وهو معرض فني معاصر تم تنظيمه بروح إبداعية عالية وبتجربة فنية غير تقليدية جمعت أربع فنانات سعوديات موهوبات تحت إشراف القيم الفني والفنانة السعودية المعروفة لولوة الحمود، التي كان لها دور كبير في رسم ملامح هذا المشروع الفني وتوجيهه نحو آفاق جديدة من التعبير البصري والتجريبي.

المعرض، الذي حمل لمحة من الغموض والدهشة في اسمه “رؤى الصوت”، سعى إلى استكشاف العلاقة العميقة وغير المرئية بين الصوت والصورة، بين الإيقاع الباطني للأفكار وتجليها في أعمال فنية تحمل أبعادًا متعددة تتنوع ما بين التجريد والتعبير الرمزي والتكوينات البصرية التي تدفع المتلقي للتأمل والانخراط الذهني والعاطفي. الفكرة الجوهرية التي انطلق منها المعرض تمثلت في كسر الحواجز التقليدية بين الحواس، فالصوت لم يكن مجرد مادة سمعية بل أصبح مادة بصرية وفكرية تجسدت في لوحات وتركيبات فنية فريدة.

كل فنانة شاركت في هذا المعرض قدّمت رؤية خاصة وفردية ولكنها في الوقت ذاته تماهت مع الرؤية العامة التي وضعتها لولوة الحمود، فالتجربة هنا ليست فقط عرضًا لأعمال منفصلة بل تشكّل نسيجًا جماعيًا متكاملًا من الأفكار والأساليب التي تتلاقى وتتشابك في تناغم مدهش. وبرز في هذا السياق دور الحمود في الربط بين الرؤى المختلفة، إذ أضفت بلمستها الفكرية العميقة واهتمامها بعلم الرموز والهندسة الإسلامية بعدًا إضافيًا جعل من المعرض تجربة فكرية بصرية متكاملة.

يُعد هذا المعرض تأكيدًا جديدًا على الحراك الثقافي والفني المتصاعد في المملكة، وعلى قدرة الفنانات السعوديات على تجاوز المألوف وتقديم تجارب بصرية ذات طابع عالمي وروح محلية في آنٍ واحد. “رؤى الصوت” لم يكن مجرد معرض بل تجربة حسية كاملة، تلهم الجمهور وتفتح الأبواب أمام التفكير في إمكانيات الفن المعاصر وقدرته على التفاعل مع المشهد الثقافي والاجتماعي في المملكة وخارجها.