مها الصغير تواجه أزمة “اللوحات والتصميمات المسروقة” بخمس خطوات استراتيجية.. فهل تمكنت من تجاوز العاصفة؟

وجدت الإعلامية ومصممة الأزياء مها الصغير نفسها مؤخرًا في قلب عاصفة إعلامية بعد اتهامات وُجهت إليها تتعلق باستخدام تصميمات ولوحات فنية اعتُبرت مقتبسة أو مسروقة من أعمال فنية أصلية لفنانين آخرين دون إذن مسبق. ورغم أن هذه الاتهامات تسببت في موجة واسعة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي وأوساط الموضة، فإن مها الصغير لم تلتزم الصمت أو تنسحب من المشهد، بل تعاملت مع الموقف بأسلوب مدروس، عبر مجموعة من الخطوات التي حاولت من خلالها تدارك الأزمة واحتواء تداعياتها.

الخطوة الأولى التي بادرت بها مها تمثلت في خروجها بتصريحات واضحة، عبرت من خلالها عن احترامها الكامل للفن وأصحابه، مؤكدة أن ما حدث لم يكن نتيجة نية سيئة أو استهانة بحقوق الفنانين، بل كان ناتجًا عن سوء فهم أو أخطاء غير مقصودة خلال مراحل تنفيذ بعض الأعمال ضمن مجموعتها، وهو ما يدل على وعيها بأهمية التصريح المباشر لتهدئة الأجواء.

أما الخطوة الثانية فكانت اتخاذها لإجراءات فعلية لمعالجة الوضع، إذ أعلنت عن نيتها مراجعة كل القطع والتصميمات التي تم إنتاجها مؤخرًا، وإعادة تقييم مصادر الإلهام المستخدمة فيها، بل وأكدت استعدادها لإزالة أي تصميمات تُثبت علاقتها بأعمال فنية أصلية دون ترخيص، في بادرة تُظهر التزامًا مهنيًا ومسؤولية أخلاقية كبيرة.

الخطوة الثالثة تمثلت في تواصلها مع بعض الفنانين الذين أُثيرت أسماؤهم في الأزمة، في محاولة منها لتوضيح الأمور بشكل شخصي ومباشر، والاعتذار في حال تضرر أي منهم فعليًا من الأمر. هذا التوجه العاطفي والإنساني ساعد في تهدئة بعض الأصوات التي كانت تطالب بمحاسبتها، وفتح المجال لنقاش أكثر عقلانية بين الطرفين.

الخطوة الرابعة التي لجأت إليها مها الصغير كانت التحرك نحو توثيق مصادر أعمالها بشكل أكبر خلال المرحلة المقبلة، حيث كشفت عن نيتها اعتماد سياسات أكثر صرامة داخل فريق عملها لضمان حماية حقوق الملكية الفكرية، وعدم الوقوع في أخطاء مشابهة مستقبلًا. وقد نال هذا التحرك إشادة من بعض المتابعين الذين اعتبروه دلالة على تطور نظرتها المهنية تجاه عالم التصميم الذي يتطلب حساسية عالية واحترامًا للتفاصيل الدقيقة.

أما الخطوة الخامسة فكانت استخدام منصاتها الإعلامية الخاصة للتواصل المباشر مع الجمهور، حيث حاولت من خلالها شرح موقفها وتقديم روايتها للأحداث، مدعومة بموقف متزن لا يميل إلى التبرير المفرط ولا إلى الإنكار، بل اعتمد على المكاشفة والهدوء في الرد، ما أكسبها تعاطف فئة ليست قليلة من المتابعين الذين قدروا صراحتها في التعامل مع الاتهامات.

ورغم استمرار الجدل حول بعض تفاصيل القضية، فإن الرأي العام انقسم ما بين من رأى أن مها الصغير تعاملت مع الأزمة بنضج واحترافية، وبين من ما زال يطالبها بتحمل تبعات الأمر بشكل قانوني ومهني. ومع ذلك، لا يمكن إنكار أن الخطوات الخمس التي اتبعتها كشفت عن وعيها بأهمية صورتها العامة، وسعيها للحفاظ على اسمها في ساحة الموضة والإعلام، رغم الصعوبات.

وفي نهاية المطاف، تبقى الإجابة عن سؤال: “هل نجحت مها الصغير فعلًا في تجاوز الأزمة؟” رهنًا بالتطورات المقبلة، وردود أفعال الوسط الفني والمهني تجاه تحركاتها، لكن الأكيد أنها لم تقف مكتوفة الأيدي، بل اتخذت مسارًا دفاعيًا ذكيًا يليق بشخصية لها حضورها وتأثيرها في الساحة الإعلامية والفنية.