رسائل حب ودموع من النجوم للأم فيروز بعد رحيل ابنها زياد الرحباني.. حالة صحية تثير القلق ومشاعر جياشة تملأ الساحة الفنية

في مشهد مليء بالحزن والحنين، تفاعلت الساحة الفنية والإعلامية مع رحيل الموسيقي والمبدع الكبير زياد الرحباني، حيث لم يتوقف المشهد عند وداع فنان فذّ، بل تجاوز ذلك إلى لحظة إنسانية مفعمة بالحب والقلق والدموع، كانت بطلتها سيدة الصمت والغناء فيروز، التي فقدت رفيق الدرب الفني والابن الوحيد الذي ارتبط اسمه باسمها في الوجدان العربي.

النجوم والمشاهير لم يتمالكوا أنفسهم أمام وقع الفاجعة، وانطلقت كلماتهم الصادقة والمؤثرة نحو السيدة فيروز، ليس فقط كمغنية أسطورية، بل كأم مجروحة فقدت ابنها، شريكها الفني، وصوتها الآخر. تصدّرت الفنانة شريهان المشهد برسالة مؤثرة نابعة من القلب، خاطبت فيها فيروز بصدق نادر، معبّرة عن حزنها العميق وتقديرها لتلك العلاقة المقدسة التي جمعت الأم بابنها، حيث لم تكن العلاقة مجرد رابطة عائلية، بل حالة فنية وإنسانية شديدة الخصوصية والتكامل.

انهمرت كلمات المواساة من فنانين من مختلف الأجيال والبلدان، وكلها تحمل روح التعاطف والدعاء والقرب المعنوي من فيروز، تلك السيدة التي لم تتحدث لكنها جعلت العالم يشعر بنبض حزنها، حتى دون أن تنطق. ووسط هذا السيل من المشاعر، بدأت تنتشر بعض الأنباء عن حالتها الصحية، والتي بدت متأثرة بشكل كبير بفقدان زياد، خاصةً وأن العلاقة بينهما لم تكن تقليدية، بل مثقلة بالذكريات الفنية، والتجارب الإنسانية التي جمعتهما في وجه الزمان والناس والمواقف.

تضاربت التفاصيل حول وضعها الصحي، وإن كانت مصادر قريبة قد نقلت حالة من الانعزال التام، والسكون الذي يشبه الصدمة، ففيروز التي اعتادت أن تغني للعالم، وجدت نفسها فجأة أمام صمت أبدي لا يمكن التعبير عنه لا بلحن ولا بكلمات. وكأن القدر سحب منها أحد آخر أوتار الحياة الذي كان يشدها نحو التعبير، نحو الفن، نحو الأمومة التي طالما ظهرت بين السطور في أغانيها وملامحها الحنونة.

الحالة الإنسانية التي خلّفها هذا الرحيل أعادت التذكير بجيل العمالقة، وكيف أن الحزن لا يكون على فرد فقط، بل على زمن كامل يرحل معه روّاده. ووسط كل هذا المشهد، بقيت صورة فيروز الصامتة تتصدر القلوب والعناوين، امرأة تنحني لها الأجيال احترامًا، وفي ذات الوقت، أم يلتفّ العالم حولها اليوم بمحبة ودعاء في لحظة لا تُحتمل.

هكذا جاء رحيل زياد، قاسيًا لا فقط على الفن، بل على أم عظيمة بحجم فيروز. وبينما تتردد في الخلفية أغانيهما الخالدة، تبقى الأعين تترقب نبأ يطمئن عن حالتها، والقلوب تتمسك بالأمل أن تستمر فيروز، رغم الألم، صامدة كما كانت دومًا، رمزًا للجمال والعذوبة والحنان، حتى في أشد لحظات الحياة وجعًا.