الخلاف الفني بين تامر حسني وعمرو دياب يعود إلى السطح مجددًا بعد ربع قرن من المنافسة الصامتة

بعد سنوات طويلة من التنافس الفني الذي ظل في كثير من الأحيان غير معلن، عاد الجدل حول العلاقة المتوترة بين النجمين المصريين تامر حسني وعمرو دياب إلى الواجهة من جديد، وذلك بعد انتشار تدوينة غامضة ومشحونة حملت في طياتها نبرة غضب واستياء، فُسرت على نطاق واسع بأنها تلميح مباشر إلى الهضبة عمرو دياب، مما أعاد إشعال فتيل الخلاف الذي ظل يشتعل تحت الرماد على مدار أكثر من 25 عامًا.

المنشور الذي أثار الجدل جاء في توقيت حساس، حيث يعيش الوسط الفني حالة من الترقب والمقارنات المستمرة بين النجوم، في ظل طرح عدد من الأغاني والأعمال الغنائية التي لاقت انتشارًا واسعًا على منصات السوشيال ميديا، ما جعل الجمهور يعيد استدعاء ذكريات الصراع التاريخي بين النجمين الذين ينتمي كل منهما إلى جيل موسيقي مختلف لكنهما تقاطعا على الساحة في فترات زمنية متقاربة.

وقد أثارت التدوينة التي أُرفقت بكلمات نارية وإيحاءات قوية جدلًا واسعًا بين جمهور الفنانين، حيث تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي معها بشكل كبير، وانقسموا بين من اعتبرها مجرد فضفضة شخصية لا تستهدف أحدًا بعينه، وبين من أكدوا أن تلميحاتها لا تحتمل التأويل، وأنها تأتي في سياق الخلاف الطويل الذي بدأ منذ بدايات تامر حسني الفنية، حين كان يُنظر إليه كامتداد أو حتى منافس صاعد لعمرو دياب، صاحب الشعبية الطاغية والتاريخ الفني الطويل.

ورغم مرور أكثر من عقدين على بداية هذا التنافس، إلا أن العلاقة بين الفنانين ظلت دائمًا ضبابية، يغلب عليها التجاهل والتصريحات الدبلوماسية أمام الكاميرات، مع تسريبات متفرقة بين الحين والآخر تكشف عن توترات خفية أو مواقف شخصية لم تُحسم أبدًا على الملأ. وقد ازدادت حدة التكهنات بعد الحفلات والمهرجانات الكبرى التي يظهر فيها كل منهما بأسلوب وأداء يحاول من خلاله إثبات تفوقه، مما يزيد من حدة المقارنات الجماهيرية والإعلامية بينهما.

ما يزيد من سخونة الموقف حاليًا هو أن كل من تامر حسني وعمرو دياب يتواجدان في مرحلة من النضج الفني، حيث بات كل منهما أكثر وعيًا بتأثيره وبصمته الخاصة على الساحة، ولكن يبدو أن هذا النضج لم يمنع عودة مشاعر التنافس والغضب، خاصة إذا ما ارتبطت بأمور شخصية أو مواقف غير معلنة لا تزال تترك أثرًا.

عودة الخلاف إلى الواجهة بهذه الصورة، تفتح الباب من جديد حول طبيعة العلاقات بين النجوم في عالم الفن، وكيف يمكن لمنافسة فنية أن تستمر بصمت ثم تعود لتطفو من جديد بأقل إشارة أو كلمة، في ظل جمهور متابع لا ينسى، وعالم رقمي سريع التقاط التفاصيل. وبين سطور الغضب والرسائل المشفرة، تبقى الحقيقة ضبابية حتى الآن، بينما يواصل الجمهور متابعة تطورات المشهد بين فنانين ساهما في تشكيل وجدان أجيال مختلفة، ويبدو أن صراعهما لا يزال مستمرًا، سواء بوضوح أو خلف الكواليس.