السيدة فيروز تودّع ابنها زياد الرحباني بملامح حزينة ووشاح أسود في لحظة مؤثرة أبكت محبيها

في مشهدٍ مؤلم لن يُنسى بسهولة، ودّعت السيدة فيروز ابنها الفنان زياد الرحباني، الذي وافته المنية مؤخرًا، وسط أجواء خيم عليها الحزن العميق والأسى الكبير، حيث ظهرت الأيقونة اللبنانية التي لطالما ارتبط صوتها بالأمل والدفء، بملامح شديدة الحزن ووشاح أسود يغلف رأسها في وداع مليء بالصمت والوجع.

في تلك اللحظات الثقيلة، وقفت فيروز صامتةً، شامخةً رغم انكسار القلب، تحمل في عينيها كل معاني الفقد، وكل ما لم يُقال. لم يكن مشهد الوداع عاديًا، بل لحظة إنسانية نادرة سكنت القلوب وأبكت العيون، ليس فقط لأنها أمٌ فقدت ابنها، بل لأنها هي فيروز، رمز الفن والحب والصلاة، التي تتشح بالسواد اليوم على فراق أغلى أبنائها وأكثرهم ارتباطًا بتاريخها الفني والإنساني.

زياد الرحباني لم يكن مجرد فنان أو ملحن، بل كان رفيق رحلة، وصاحب مشروع فني خاص، امتزجت فيه السياسة بالواقع، والجرأة بالسخرية، والتمرد بالفكر، وكان دائمًا صوتًا خارج السرب. فكان فقدانه صدمة كبيرة لكل من عرفوه أو تابعوا أعماله، لكنها كانت أكثر إيلامًا لأمه، التي احتضنته طيلة سنوات عمره رغم ما عرفته علاقتهما من خصوصية وتعقيد، والتي لم تمنع من أن تبقى رابطة الأمومة هي الأعمق والأبقى.

وداع فيروز لزياد لم يكن بالكلمات، بل بنظرات ساكنة، ودموع مكتومة، وصمت يشبه الصلاة، وكأنها تحادثه في سرّها، أو تهمس له بما لا يسمعه سواهما. الحضور الفني والإنساني الكثيف للجنازة لم يستطع أن يُخفّف من وطأة اللحظة، فقد ساد الحزن وجوه الجميع، وتدفقت مشاعر الجمهور عبر مواقع التواصل، حيث عبّروا عن تأثرهم الشديد برؤية فيروز بهذا الشكل، وعن ألمهم الكبير لفقد فنان استثنائي.

في هذا الوداع، تلاشت الأضواء، وساد المشهد صوت الحزن فقط، ووقفت فيروز رمزًا للأمومة الجريحة، وللفن الذي ينحني أمام قسوة الفقد. كانت نظراتها كافية لتروي حكاية كاملة عن الوجع الذي لا يُحتمل، وكانت صورتها بالوشاح الأسود مرآة حزن كل الوطن العربي، الذي ودّع زياد الرحباني وفي عينيه دمعتان: واحدة عليه، والثانية على أمه التي باتت اليوم أكثر وحدة وسكونًا.

رحل زياد، وبقيت فيروز، بصوتها الذي يُشبه الصلاة، وبقلب أم مكسور يُردد في صمت: “كان لي على الأرض ابني.. والآن له السماء”.