بعد الجدل الكبير الذي أثاره مهرجان “كان” السينمائي الأخير بسبب قواعد اللباس الصارمة المفروضة على السجادة الحمراء، تتجه الأنظار إلى مهرجان البندقية السينمائي للتساؤل حول إمكانية اتباع النهج ذاته. فالظهور على السجادة الحمراء لم يعد مجرد مناسبة فنية، بل مساحة للتعبير عن حرية الأزياء وأحيانًا رسائل سياسية واجتماعية.
تباينت الآراء بين مؤيد ومعارض لفكرة فرض قواعد محددة، فهناك من يرى أن هذه القواعد ضرورية للحفاظ على هيبة المهرجان وصورته الرسمية، بينما يعتقد آخرون أن الفن يجب أن يكون مساحة للحرية، وأن فرض قيود على اللباس يحد من إبداع النجوم والمصممين.
في السنوات الأخيرة، تحولت السجادة الحمراء إلى منصة لعرض أحدث صيحات الموضة، حيث يستغل المصممون الفرصة لإبراز تصاميمهم أمام عدسات العالم. وبالتالي، فإن أي قيود قد تؤثر على هذا الجانب وتحد من التنوع الذي يميز المهرجانات.
من ناحية أخرى، يحرص المنظمون دائمًا على تحقيق توازن بين الحفاظ على الطابع الراقي للمهرجان وبين منح النجوم الحرية في اختيار إطلالاتهم.
ويبقى السؤال قائمًا: هل يختار مهرجان البندقية السير على خطى “كان”، أم سيعتمد مقاربة أكثر مرونة تسمح بالتنوع والتجديد؟
بغض النظر عن القرار النهائي، يظل مهرجان البندقية أحد أبرز الأحداث السينمائية التي تشكل ملتقى للفن والموضة، وتستقطب أنظار الملايين حول العالم كل عام.