ترأس وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، في الرياض الاجتماع الوزاري التحضيري للقمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية، التي دعا إليها المملكة لبحث التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط، وبالأخص التصعيد الإسرائيلي ضد الأراضي الفلسطينية ولبنان. الاجتماع الذي حضره عدد من كبار المسؤولين العرب والمسلمين، شكل منصة لتنسيق المواقف العربية والإسلامية حيال التحديات الإقليمية الراهنة.
كان الملف الأبرز الذي تم التطرق إليه خلال الاجتماع هو العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، حيث التقى الأمير فيصل بن فرحان، رئيس وزراء فلسطين ووزير خارجيته الدكتور محمد مصطفى. في هذا اللقاء، تم بحث الوضع الإنساني المتدهور في القطاع نتيجة الحصار الإسرائيلي المستمر والذي يهدد بحدوث كارثة إنسانية مروعة، كما تم التأكيد على ضرورة توفير الدعم الفلسطيني ووقف جميع أشكال العدوان الإسرائيلي.
من جانبها، أكدت وزارة الخارجية الفلسطينية أن الفلسطينيين في قطاع غزة يتعرضون لما وصفته بـ “حرب إبادة” من قبل الاحتلال الإسرائيلي، بما في ذلك التهجير القسري وسوء التغذية الذي بدأ يؤثر بشكل متزايد على السكان. واعتبرت الوزارة أن الاحتلال يسعى إلى تغيير الواقع الديمغرافي في شمال غزة، وهو ما يعد بمثابة “جرائم تطهير عرقي” ضد الشعب الفلسطيني.
أثناء الاجتماع، تم التشديد على ضرورة التحرك الدولي العاجل لوقف المجازر في غزة، بما في ذلك قتل المدنيين وتدمير البنية التحتية. كما تمت مناقشة الحاجة إلى تدخل فوري لوقف المجاعة التي يعاني منها قطاع غزة بسبب الحصار المستمر.
وتسعى القمة العربية الإسلامية غير العادية، التي ستعقد يوم الإثنين المقبل في الرياض، إلى إقرار توصيات تدعو إلى وضع حد للاعتداءات الإسرائيلية على فلسطين ولبنان. من المتوقع أن يتبنى المشاركون موقفًا موحدًا يطالب المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لوقف انتهاكاتها، ويؤكد على حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة وفقًا لحدود عام 1967.
إلى جانب الأوضاع في فلسطين، تناول الاجتماع أيضًا تطورات الوضع في لبنان، حيث أكد الوزراء العرب والإسلاميون على أهمية استقرار البلاد وتجنب تفاقم الأزمة هناك. وقد تم التأكيد على ضرورة التوصل إلى حلول سياسية تضمن استقرار لبنان في ظل التحديات الأمنية والاقتصادية التي يواجهها.
يأتي هذا الاجتماع الوزاري التحضيري في إطار جهود المملكة العربية السعودية المستمرة لدعم القضايا العربية والإسلامية، وبالأخص القضية الفلسطينية، التي تظل في صلب أولويات السياسة السعودية. وتعد هذه القمة امتدادًا للجهود التي بذلت في القمة العربية الإسلامية السابقة، وقد أشاد المشاركون بالدور القيادي للمملكة في التنسيق بين الدول العربية والإسلامية في مواجهة التحديات المشتركة.
من المتوقع أن تخرج القمة بتوصيات هامة، تتضمن آليات لدعم الشعب الفلسطيني وحل القضايا العالقة في المنطقة، مع التأكيد على ضرورة تعزيز التعاون العربي والإسلامي في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية والتهديدات الإقليمية الأخرى.