منذ إطلاقها في عام 2021، نجحت المنصة الوطنية للعمل الخيري “إحسان” في تحقيق نتائج مذهلة في دعم العمل الخيري في المملكة العربية السعودية. حيث كشفت المنصة في آخر تحديث لها عن إجمالي التبرعات التي تم جمعها عبرها، والتي تجاوزت 8.5 مليار ريال سعودي، وهو مبلغ يعكس الإقبال الكبير على التبرع ودعم المشاريع الخيرية في مختلف المجالات.
زيادة كبيرة في التبرعات
تستمر منصة “إحسان” في جذب المحسنين والفاعلين الخيرين، حيث بلغ عدد عمليات التبرع 167 مليون عملية، مما يعني أن هناك 3 عمليات تبرع تتم كل ثانية. هذا النمو يعكس زيادة بنسبة 41% مقارنة بالعام الماضي، مما يدل على أن الثقافة الخيرية قد أصبحت جزءاً مهماً من حياة المجتمع السعودي. وتشير البيانات إلى أن أعلى أوقات التبرع تزامنت مع يوم عرفة في 2024، حيث سجلت المنصة أكثر من 1.7 مليون عملية تبرع في ذلك اليوم.
مشروع “السلام الوقفي” وأثره في القطاع الصحي
من بين المشاريع المميزة التي أطلقتها منصة “إحسان” في عام 2024، كان “مشروع السلام الوقفي” الذي تم تمويله بالكامل عبر التبرعات السخية من المحسنين. هذا المشروع هو أول مستشفى وقفي في المملكة ويقع بجوار المسجد النبوي، ويستهدف تقديم الرعاية الصحية لزوار المسجد. يقدم المستشفى خدماته لأكثر من مليون زائر سنوياً ويعالج 4,000 حالة طارئة أسبوعياً، بالإضافة إلى توفير خدمات غسيل الكلى والعناية المركزة. ومن خلال هذه المبادرة، تحقق المنصة نقلة نوعية في توفير الخدمات الصحية في مواقع حيوية بالمملكة.
صندوق “إحسان” الوقفي: استثمار التبرعات لتمويل مشاريع طويلة الأجل
وفي خطوة نحو تحقيق الاستدامة المالية، أطلقت “إحسان” صندوق “إحسان الوقفي”، الذي يتيح للمحسنين استثمار تبرعاتهم لتمويل المشاريع الخيرية المستدامة. يشمل الصندوق مجالات متعددة مثل طباعة المصاحف، كفالة الأيتام، والرعاية الصحية. يهدف الصندوق إلى تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 من خلال تمكين القطاع الخيري وزيادة مشاركته في الاقتصاد الوطني.
إطلاق بوابة الجمعيات الخيرية
تسعى منصة “إحسان” إلى تسهيل عملية التبرع ودعم الجمعيات الخيرية في المملكة عبر “بوابة الجمعيات الخيرية”، التي تتيح للجمعيات تقديم مشاريعها الخيرية عبر المنصة ومتابعة تنفيذها. وتُعتبر هذه المبادرة خطوة مهمة نحو تعزيز الشفافية والموثوقية في القطاع الخيري، مما يساعد على تسريع الإجراءات وضمان أن الأموال تصل إلى مستحقيها بشكل فعّال.
تعزيز ثقافة التبرع والمسؤولية الاجتماعية
تلعب منصة “إحسان” دوراً مهماً في تعزيز ثقافة التبرع في المجتمع السعودي. فهي لا تقتصر على تيسير التبرع المالي فقط، بل تشجع أيضاً على إنشاء روابط اجتماعية من خلال برامج مثل “هدية إحسان”، الذي يتيح للأفراد التبرع بالنيابة عن أقاربهم وأحبائهم. كما تواصل المنصة تنظيم الحملات الوطنية، مثل الحملة السنوية في رمضان، لتعزيز التراحم المجتمعي ودعم المشاريع الإنسانية.
المنصة ودورها في التنمية المستدامة
من خلال مشاريعها المتنوعة والشراكات الاستراتيجية مع القطاعات الحكومية والخاصة وغير الربحية، تساهم منصة “إحسان” في تحقيق أهداف التنمية المستدامة للمملكة، وهو ما يتماشى مع رؤية 2030. عبر هذه الشراكات، تتمكن المنصة من توجيه التبرعات نحو الفئات المستحقة سواء داخل المملكة أو خارجها، مما يعزز أثرها الاجتماعي ويوفر فرصاً أكبر للمحتاجين.
التكامل مع سدايا لدعم التقنية في العمل الخيري
تستفيد منصة “إحسان” من الدعم التقني الذي تقدمه الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي “سدايا”، مما يساعد في استثمار البيانات والذكاء الاصطناعي لتعظيم أثر المشاريع الخيرية. يساعد هذا التعاون في بناء منظومة متكاملة تساهم في تعزيز الشفافية، وتوفير حلول تقنية متقدمة لتسريع وتيرة العمل الخيري.
خاتمة
منصة “إحسان” تمثل نموذجاً متقدماً في تنظيم وتيسير العمل الخيري في المملكة العربية السعودية. من خلال الابتكار في طرق جمع التبرعات، وتطوير المشاريع المستدامة، وتعزيز ثقافة التبرع، أثبتت المنصة قدرتها على تحقيق أثر إيجابي كبير في المجتمع. مع استمرارها في تحقيق أهدافها، تظل “إحسان” علامة فارقة في تعزيز دور المملكة الريادي في العمل الإنساني والخيري على المستوى العالمي.