في خطوة مثيرة للجدل، أعلنت المحكمة الفيدرالية الأمريكية في 22 نوفمبر 2024 عن قرار يقضي بإجبار شركة “ألفابيت” المالكة لمتصفح “جوجل كروم” على بيعه. القرار جاء نتيجة لانتهاك الشركة لقوانين المنافسة الأمريكية، والتي تعتبر استثمارات جوجل الضخمة في متصفح “كروم” بمثابة محاولة للهيمنة على السوق وإعاقة المنافسة.
خلفية القضية
في أغسطس 2024، اتهمت وزارة العدل الأمريكية جوجل بممارسات احتكارية تتعلق بتطبيقات وخدمات الإنترنت. حيث استثمرت جوجل حوالي 26 مليار دولار في متصفح “كروم” في عام 2021، بهدف جعله المتصفح الافتراضي على الهواتف الذكية وتوجيه المستخدمين لاستخدام محرك بحث جوجل. وفقاً للتقرير الذي نشرته شبكة “Bloomberg”، فإن جوجل تملك حالياً أكثر من 3 مليارات مستخدم نشط شهريًا لمتصفحها.
الاتهام: انتهاك قوانين الاحتكار
القضية بدأت في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي أصدر تعليماته لمكافحة احتكار الشركات التكنولوجية الكبرى مثل جوجل. وقد اتهم المدعى العام الفيدرالي، أميت ميهتا، جوجل بالتحكم في سوق المتصفحات من خلال استثمارات ضخمة في “كروم” التي عرقلت تطور المنافسين.
وفي سياق متصل، اعترضت نائبة رئيس جوجل للشؤون التنظيمية، لي آن مولولاند، على هذا القرار، معتبرة إياه بمثابة تدخل حكومي مفرط يضر بالمستهلكين ويحد من الابتكار في القطاع التكنولوجي الأمريكي.
تأثير القرار على سوق المتصفحات
قرار المحكمة قد يكون له تأثير كبير على سوق المتصفحات، حيث ستضطر جوجل إلى البحث عن خيارات جديدة لتوزيع “كروم” أو بيعه إلى أطراف أخرى. في الوقت نفسه، يمكن أن يفتح المجال أمام متصفحات أخرى مثل “مايكروسوفت إيدج” و”موزيلا فايرفوكس” لتوسيع حصصها السوقية.
المحللون يتوقعون أن يؤدي هذا القرار إلى إعادة تشكيل المنافسة في سوق الإنترنت، مما قد يؤدي إلى تحسين خيارات المستخدمين وتوسيع نطاق الابتكار في هذا المجال.
الخاتمة
يُعد قرار المحكمة الأمريكية بمثابة رسالة قوية للشركات الكبرى في قطاع التكنولوجيا حول ضرورة الالتزام بقوانين المنافسة. ويؤكد أيضاً على أهمية الحوكمة الفعالة لضمان توازن السوق وحماية المستهلكين.