7 توائم ملتصقة تنتظر الفصل في المملكة

تعد حالات التوائم الملتصقة من أندر الحالات الطبية في العالم، وتستدعي رعاية طبية فائقة ودقيقة. في هذا السياق، أكدت المملكة العربية السعودية أنها ستواصل جهودها الرائدة في مجال فصل التوائم الملتصقة، حيث أعلن الدكتور عبد الله الربيعة، المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، عن وجود 7 حالات من التوائم الملتصقة التي تنتظر الفصل. هذه الحالات تمثل تحدياً كبيراً للطب، حيث تستدعي تقنيات جراحية متطورة ورعاية مستمرة.

تطور البرنامج السعودي الوطني لفصل التوائم الملتصقة

منذ إطلاق البرنامج السعودي الوطني لفصل التوائم الملتصقة في عام 1990م، قدمت المملكة نموذجاً متميزاً في مجال الرعاية الطبية لهذه الحالات. حيث تم رعاية 143 حالة من 26 دولة، وأجريت 61 عملية فصل ناجحة. يعد البرنامج السعودي من أكبر وأهم البرامج العالمية في هذا المجال، وقد اكتسب شهرة واسعة لما يقدمه من دعم شامل في مراحل التشخيص والعلاج، وكذلك في مراحل ما بعد العمليات الجراحية.

الابتكار في الرقمنة والذكاء الاصطناعي

أشار الدكتور الربيعة في حديثه خلال المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة إلى الدور الهام الذي تلعبه التقنيات الحديثة في تطوير الرعاية الصحية لهذه الحالات. فبفضل الرقمنة والذكاء الاصطناعي، أصبح من الممكن إجراء تشخيص مبكر للحالات بدقة أعلى، مما يتيح خيارات أكثر للأطباء وأسر التوائم الملتصقة. كما أضاف أن التقدم في مجال الجراحة الجنينية سيسهم في تحسين نتائج العمليات الجراحية وتقليل المخاطر.

التعاون الدولي في مجال التوائم الملتصقة

من خلال هذا المؤتمر، تسعى المملكة إلى تعزيز التعاون الإقليمي والدولي في التعامل مع حالات التوائم الملتصقة. حيث أكد الدكتور الربيعة أن المملكة تتعاون مع منظمات الأمم المتحدة والمنظمات المحلية غير الربحية لتوفير الدعم اللازم لهذه الحالات. وأشار إلى أهمية دور وزارة الخارجية في تسهيل التنسيق الدبلوماسي للوصول بأسرع وقت إلى مراكز الرعاية الصحية المتخصصة.

التحديات والأخلاقيات الطبية

أكد الربيعة على أهمية الالتزام بالأخلاقيات الطبية في التعامل مع التوائم الملتصقة، مشيراً إلى أن الأطباء يجب أن يكون لديهم المعرفة القانونية والدينية لضمان الحفاظ على حياة التوائم وأسرهم. كما أشار إلى ضرورة دعم العمليات الجراحية بعد فصل التوائم، مؤكداً أن المملكة ستعمل على إنشاء صناديق لدعم عمليات التوائم الملتصقة لتغطية تكاليف ما بعد الجراحة.

مبادرة “اليوم الدولي للتوائم الملتصقة”

تُوجت جهود المملكة في هذا المجال بمبادرة من خادم الحرمين الشريفين، التي تم من خلالها استصدار قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة ليكون يوم 24 نوفمبر من كل عام “يومًا دوليًا للتوائم الملتصقة”. وهذه المبادرة تأتي تقديراً للجهود المبذولة في رعاية هذه الحالات ودعم التوعية العالمية بقضايا التوائم الملتصقة.

الختام

تبرز المملكة العربية السعودية كداعم رئيسي للإنسانية في مجال علاج التوائم الملتصقة، ليس فقط من خلال إجراء العمليات الجراحية ولكن من خلال تعزيز التعاون الدولي والاستثمار في التقنيات الحديثة. هذا التوجه يعكس رؤية المملكة المستقبلية في بناء نظام صحي متطور يسهم في تقديم الرعاية اللازمة للإنسان في كل مكان.