منذ طفولته كان هليل الحارثي على موعد مع الإبداع وحب التراث، ففي عمر الـ12 عامًا، بدأ مسيرته في حياكة السدو، ليساعد والدته في هذه الحرفة العريقة، ليكتشف فيما بعد شغفه بهذه الحرفة، وبعد سنوات من العطاء والإبداع، أصبح الحارثي محترفاً في الحياكة.
ويقول هليل الحارثي في حديثه لـ”أخبار 24″ إنه رافق والدته منذ سن مبكرة وتعلّم منها أسرار هذه الحرفة التي تتطلب دقة ومهارة فائقة. مع مرور الوقت، تحول هذا الشغف إلى هواية راسخة، ثم إلى مصدر رزق مستدام.
وأكد الحارثي أن حياكة السدو تعتمد بشكل أساسي على صوف الماعز الأسود والأبيض، حيث تتطلب عملية تلوين الصوف وحياكته مهارة فنية عالية، خاصة عند صناعة بيوت الشعر التقليدية. كما أشار إلى أنه يستخدم في صناعة الفساتين التراثية الحرير الخالص، حيث يولي اهتمامًا خاصًا بتصميم القطع وفقًا لرغبات الزبون، متفردًا في كل تصميم من تصاميمه.
تميزت أعمال الحارثي بالدقة المتناهية في التنفيذ، والالتزام بالتفاصيل الأصيلة التي تعكس مدى حبه وإتقانه لهذه الحرفة. وفي هذا السياق، يشير إلى أهمية الحفاظ على التراث الشعبي، قائلاً إن حياكة السدو ليست مجرد حرفة، بل هي جزء لا يتجزأ من الهوية الثقافية السعودية.
بفضل إصراره وموهبته، استطاع هليل الحارثي أن يحول شغفه إلى مشروع ناجح يسهم في الحفاظ على إرث تراثي عريق، ويسعى من خلال عمله إلى نقل هذا الإرث إلى الأجيال القادمة.