معلمون صينيون يروون تجربتهم في السعودية: تعزيز الثقافة والتعليم في إطار رؤية المملكة 2030

في فصول دراسية حديثة في المملكة العربية السعودية، تجد مشاهد مدهشة لطلاب سعوديين يتعلمون اللغة الصينية، وهي خطوة تؤكد التزام المملكة بتعزيز العلاقات الثقافية والتعليمية مع الصين، في إطار رؤية السعودية 2030. هذه المبادرة التي بدأت تشهد نمواً ملحوظاً، تأتي في وقت تتوسع فيه العلاقات بين البلدين في مجالات عديدة، بما في ذلك التجارة، الطاقة، والتعليم.

تروي المعلمة الصينية “فانغ” التي تدرّس اللغة الصينية في مدينة جدة تجربتها قائلةً: “جئت إلى السعودية كفرصة مهنية ممتازة، وبالفعل، أجد شغفاً هائلًا لدى الطلاب السعوديين بتعلم اللغة الصينية. وهذا ما جعلني أشعر بامتنان كبير لعملي هنا، حيث يتفاعل الطلاب بشكل غير متوقع ويظهرون حماسة ورغبة في التعلم”.

وتضيف فانغ بأن الطلاب السعوديين لا يترددون في بذل الجهد لتعلم اللغة الصينية، بل إن بعضهم يبدؤون بالتعلم بأنفسهم قبل الحضور إلى الفصول، مما يعكس شغفهم الكبير.

في المقابل، يروي المعلم موسى، الذي يُعرف في الصين باسم تشونغ زي تشنغ، عن تحديات التأقلم في السعودية. لكنه يشير إلى تفاجئه بحماس الطلاب السعوديين وإقبالهم على تعلم اللغة الصينية رغم الفجوة الثقافية. ويقول: “أجمل لحظاتي كمعلم هي عندما أرى الطلاب ينطقون جملة صينية بسيطة ويشعرون بالفخر لذلك. هذا الشعور يجعلني أدرك أن التعليم هنا يتجاوز مجرد تعلم اللغة، بل هو تبادل ثقافي حقيقي”.

أما المعلمة نعمة، التي بدأت عملها في جدة، فتقول إنها تأثرت بشكل إيجابي بتفاعل الطلاب السعوديين، خصوصاً في تعلمهم اللغة الصينية، مشيرةً إلى أن بعض الطلاب يرغبون في السفر إلى الصين لدراسة التجارة الدولية. وتضيف: “أنا أتعلم منهم اللغة العربية وهم يتعلمون مني الصينية. إن التعاون والتبادل الثقافي هو جوهر تجربتي هنا”.

من جهة أخرى، تشيد المعلمة هناء، التي عملت سابقًا في جامعة الجوف ومعهد العلا للغات، بقرار إدراج اللغة الصينية في المناهج التعليمية السعودية، قائلةً: “هذه الخطوة تعتبر استثماراً عظيماً لمستقبل التعليم في المملكة، فهي تسهم في فتح آفاق جديدة للطلاب السعوديين وتعزز التنوع الثقافي في المملكة”.

وتأتي تجربة تدريس اللغة الصينية في السعودية في وقت يشهد فيه التعليم السعودي قفزات نوعية، حيث تحرص المملكة على إدخال لغات عالمية في المنا