رنا سماحة تفتح قلبها بكل شجاعة: طلاق هادئ بلا عنف، جلسات علاج نفسي لتجاوز الألم، وقرار حاسم بعدم التعاون الفني مجددًا مع زوجها السابق سامر أبو طالب

بصراحة مؤثرة وهدوء يعكس قوة داخلية كبيرة، تحدّثت الفنانة المصرية رنا سماحة عن تفاصيل المرحلة الصعبة التي مرت بها بعد انفصالها عن زوجها الملحن والمطرب سامر أبو طالب، كاشفة عن الكثير من المشاعر المعقدة والقرارات المصيرية التي اتخذتها للحفاظ على نفسها واستعادة توازنها النفسي. فرغم أن الطلاق حدث في أجواء خالية من العنف والصراعات الحادة، إلا أن آثاره النفسية لم تكن بسيطة، مما دفعها إلى اللجوء للعلاج النفسي، في خطوة جريئة ومهمة للتعافي من التجربة واستعادة عافيتها الداخلية.

رنا لم تخجل من الحديث عن الألم، بل تحدثت عنه كإنسانة أولاً، قبل أن تكون فنانة، مؤكدة أن الانفصال كان قرارًا نابعًا من إدراك عميق بأن استمرار العلاقة لم يكن صحيًا، وأن لكل طرف طريقه المختلف الذي لا بد أن يسير فيه بمفرده. وأشارت إلى أن العلاقة، على الرغم من نهايتها، لم تشهد مشاحنات أو إساءات، لكنها مع ذلك تركت أثرًا عاطفيًا احتاجت وقتًا وعناية خاصة لتجاوزه. ومن هنا جاء خيارها بالخضوع لجلسات علاج نفسي، وهو ما ساعدها على فهم ذاتها بشكل أفضل، وتجاوز مشاعر الحزن والخذلان، والاستعداد لبداية جديدة بروح أكثر نضجًا وقوة.

وفي خطوة اعتبرها الكثيرون حاسمة وواضحة في رسم حدود مستقبلها المهني والعاطفي، أعلنت رنا سماحة أنها ترفض تمامًا أي تعاون فني مستقبلي مع زوجها السابق، حتى وإن جمعهما مشروع مغرٍ من الناحية الفنية. فبالنسبة لها، الحياة المهنية ليست بمعزل عن الجوانب الشخصية، ولا يمكن أن تتجاهل ما مرت به من مشاعر وأحداث لتعود إلى مساحة عمل قد تفتح جراحًا قديمة أو تثير توترًا غير مرغوب فيه. وقد أكدت أن هذا القرار ليس بدافع الانتقام أو القطيعة، بل بدافع الحفاظ على راحتها النفسية واستقرارها، واحترامًا لما وصلت إليه من نضج ووعي بعد هذه التجربة.

تجربة رنا سماحة تقدم مثالاً نادراً في الوسط الفني، حيث الشجاعة في الاعتراف بالألم، والقوة في اتخاذ القرارات التي تضع الذات أولًا، بعيدًا عن المجاملات أو الحسابات الفنية. هي اليوم تقف بثبات، امرأة خاضت معركة داخلية بصمت، وخرجت منها أقوى، وأكثر استعدادًا للحياة، وللفن، ولكن هذه المرة بشروطها هي، وبقلب أكثر اتزانًا وعقل أكثر وعيًا.