التناقض والتسييس أبرز تحديات الطاقة النظيفة، ووزير الدولة للشؤون الخارجية يوضح جهود المملكة لتحقيق الاستدامة البيئية

في تصريحٍ لافتٍ على هامش منتدى “السعودية الخضراء”، أكد وزير الدولة للشؤون الخارجية والمبعوث الخاص لشؤون المناخ، عادل الجبير، أن أبرز التحديات التي تواجه التحول إلى الطاقة النظيفة تكمن في “التناقض في المواقف” و”التسييس” الذي يطغى على هذا الملف الحيوي. وأوضح الجبير أن توجيه اللوم إلى الأطراف الأخرى وعدم التعاون لا يساعد في التغلب على التحديات البيئية العالمية، مؤكداً أن الحلول تكمن في العمل العلمي والتوافقي، فضلاً عن الاستثمار المستدام.

وتطرق الجبير إلى التوجهات الطموحة للمملكة في مجال الطاقة النظيفة، حيث تسعى لتكون واحدة من أكبر المصدرين للهيدروجين الأزرق والأخضر، بالإضافة إلى إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية. وكشف عن إنشاء أكبر مصنع لإنتاج الهيدروجين الأخضر في منطقة نيوم، الذي يمثل خطوة كبيرة نحو تحقيق أهداف المملكة الطموحة في مجال الاستدامة.

وأشار الجبير إلى أن المملكة قامت بإطلاق أكثر من 80 مبادرة بيئية محلية ضمن مبادرة “السعودية الخضراء”، التي يتوقع أن تبلغ استثماراتها 180 مليار دولار. وتستهدف المملكة من خلال هذه المبادرات تعزيز دورها القيادي في مجال حماية البيئة والتصدي لتحديات المناخ، مثل التصحر وإعادة تأهيل الأراضي.

كما أكد الجبير أن المملكة تُعد نموذجًا يُحتذى به في مجال الاستدامة البيئية، حيث تستهدف الوصول إلى حماية 30% من البيئة البرية بحلول 2030، بالإضافة إلى استثمارات كبيرة في علوم الطاقة والتكنولوجيا النظيفة. ولفت إلى أن المملكة تسعى لتحقيق توازن بين الاستدامة البيئية والنمو الاقتصادي، وهو ما يتماشى مع رؤية المملكة 2030.

وفيما يخص استدامة البحر الأحمر، أكد الجبير أن المملكة تولي اهتمامًا خاصًا لحماية البيئة البحرية وتستثمر في مشاريع تضمن استدامة الحياة البحرية، بما في ذلك استخدام تقنيات الطاقة النظيفة في البنى التحتية المتعلقة بالبحر الأحمر.

وفي ختام حديثه، أشار الجبير إلى أن استدامة البيئة لا تتناقض مع التنمية الاقتصادية، بل إنها تعززها. وأضاف أن المملكة تواصل العمل على تحقيق أهدافها في هذا المجال، وتستمر في تنفيذ مشاريع كبرى تهدف إلى تحسين جودة الحياة، بما يخدم المواطنين السعوديين والعالم بشكل عام.