السعودية تستعد لاستضافة كأس العالم 2034: فرصة لتحقيق بطولة خالية من الانبعاثات الكربونية

في خطوة تاريخية نحو تحقيق الاستدامة البيئية، أعلنت المملكة العربية السعودية عن استضافتها لبطولة كأس العالم 2034. هذه الاستضافة تفتح بابًا لفرصة فريدة في العالم الرياضي، حيث يمكن تنظيم البطولة بشكل محايد كربونيًا، مما يعكس التزام المملكة بالتحول إلى اقتصاد أخضر وتحقيق أهداف الاستدامة البيئية.

حصل ملف ترشح السعودية للمونديال على تقييم عالٍ من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، حيث حصل على 419.8 نقطة من أصل 500. هذا التقييم المتميز يعكس الجهود المبذولة من المملكة لتبني تقنيات صديقة للبيئة خلال البطولة، مثل تحسين كفاءة استخدام الطاقة، وتقليل الانبعاثات الكربونية، وتطبيق أساليب البناء المستدام.

الحد من البصمة الكربونية:

وفي حديثها لـ “العربية.نت”، قالت الدكتورة منال سخري، أستاذة في السياسات البيئية والتنمية المستدامة، إن استضافة كأس العالم 2034 بتقنيات محايدة كربونيًا سيساهم بشكل كبير في تقليل البصمة الكربونية الناتجة عن الأنشطة الرياضية. وأضافت أن الاستفادة من الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية، واستخدام أساليب التدوير وزيادة المساحات الخضراء، سيسهم في تحسين جودة الهواء والمساهمة في مواجهة تغير المناخ.

وتُظهر الأمثلة السابقة، مثل كأس العالم 2022 في قطر، كيف يمكن تحقيق أهداف الاستدامة بنجاح. في قطر، ساعدت المبادرات البيئية مثل التشجير واستخدام الطاقة المتجددة في تقليص الانبعاثات الكربونية بنسبة 40% مقارنة بمونديال 2018 في روسيا. هذا النهج سيتكرر في السعودية مع التركيز على الابتكار البيئي وتحقيق تحول نحو الاقتصاد الأخضر.

مشروع “السعودية الخضراء” وأثره:

مبادرة “السعودية الخضراء” التي أطلقتها المملكة تُعد من أبرز المشاريع التي ستساهم في تحقيق الاستدامة البيئية خلال كأس العالم 2034. يهدف المشروع إلى زراعة 10 مليارات شجرة، حيث إن شجرة واحدة قادرة على امتصاص 22 كيلوغرامًا من ثاني أكسيد الكربون سنويًا. هذا التحرك يعزز من قدرة السعودية على تقليل الانبعاثات الكربونية وتحقيق الحياد الكربوني في البطولات الرياضية الكبرى.

كما أشارت سخري إلى أن استخدام الطاقة الشمسية في ملاعب كأس العالم 2034 سيعزز من الأثر البيئي الإيجابي. فبالمقارنة مع الكهرباء التقليدية، تنتج الطاقة الشمسية أقل بكثير من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، مما يساهم بشكل كبير في تقليل البصمة الكربونية للبطولة.

فوائد اقتصادية وبيئية:

من جهته، أكد الدكتور عبد الله الفهد، مختص في مجال البيئة، أن استضافة كأس العالم 2034 كـ”بطولة محايدة كربونيًا” سيكون له تأثير بيئي إيجابي كبير، سواء على المستوى المحلي أو الدولي. وأضاف أن هذه الاستضافة ستعزز من جهود المملكة في تحسين الغطاء النباتي وزيادة الوعي البيئي، فضلاً عن تطوير بنية تحتية تدعم استخدام الطاقة النظيفة.

وأشار الفهد إلى أن الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية، ستكون لها دور بارز في تقليل التلوث الضوئي والسمعي أثناء البطولة، مما يعزز من تجربة المشجعين والضيوف. كما أن تحسين وسائل النقل النظيفة مثل المترو والسيارات الكهربائية سيجعل التنقل أكثر استدامة ويوفر بيئة أنظف للزوار.

ختامًا:

استضافة المملكة العربية السعودية لكأس العالم 2034 تعد فرصة هامة لتكون البطولة نموذجًا عالميًا في مجال الاستدامة البيئية. عبر تطبيق التقنيات الحديثة والابتكار في مجال الطاقة المتجددة وإدارة النفايات، ستكون البطولة فرصة لرفع الوعي البيئي ودفع عجلة الاقتصاد الأخضر. هذه الخطوة تؤكد أن الرياضة يمكن أن تكون محفزًا رئيسيًا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة على مستوى العالم.