في لحظة تاريخية، وضمن احتفالات السعودية بفوزها بتنظيم كأس العالم 2034، يأتي معرض جدة للكتاب 2024 ليشكل حدثًا ثقافيًا مميزًا يعكس التفاعل العميق بين الرياضة والثقافة. إذ تم افتتاح المعرض في 12 ديسمبر 2024، ليُضاف إلى سلسلة معارض الكتاب التي تنظمها هيئة الأدب والنشر والترجمة في المملكة، في إطار تعزيز مكانة الثقافة السعودية على الساحة العالمية.
لقد شكل المعرض هذا العام مناسبة فريدة لربط الرياضة بالأدب، خاصة مع نجاح المملكة في استضافة أكبر حدث رياضي عالمي. هذا التزامن بين الحدث الرياضي والثقافي أتاح المجال للحديث عن تأثير كرة القدم على الثقافة الإنسانية، إذ سُلِّط الضوء على تاريخ اللعبة التي تعد جزءًا من هوية العديد من الشعوب حول العالم.
كرة القدم بين الأدب والرياضة
لطالما كانت كرة القدم مصدر إلهام للعديد من الأدباء والصحفيين الذين وثقوا تاريخ البطولة الأهم عالميًا عبر الكتب والمقالات الصحفية. من أبرز من تناولوا كرة القدم في أعمالهم، الكاتب الأوروغوياني إدواردو غاليانو، الذي عبر في كتابه “كرة القدم بين الشمس والظل” عن فلسفة اللعبة، مشيرًا إلى دورها في توحيد الشعوب ورمزيتها في الثقافات المختلفة.
معرض جدة: منصة للإبداع الثقافي
يعتبر معرض جدة للكتاب 2024 أحد أكبر المنصات الثقافية في المملكة، حيث يستعرض مجموعة من الكتب التي وثقت تاريخ الرياضة، وخاصة كرة القدم. المعرض الذي يمتد حتى 21 ديسمبر، يتيح للزوار فرصة غنية لاكتشاف عوالم الأدب والفكر والإبداع، ويُعد فرصة ذهبية للتفاعل مع مؤلفين من مختلف المجالات.
المعرض هذا العام يتزامن مع رؤية السعودية 2030، حيث تؤكد المملكة على أهمية الثقافة والرياضة كجزء لا يتجزأ من التنمية الشاملة. إن العلاقة بين الكتابة والرياضة تظهر بوضوح في هذا الحدث، الذي يجسد رؤية المملكة لخلق بيئة حاضنة للإبداع في جميع المجالات.
رؤية السعودية 2030: تعزيز مكانة المملكة ثقافيًا ورياضياً
يُعد معرض جدة للكتاب جزءًا من رؤية السعودية 2030 التي تهدف إلى جعل المملكة مركزًا ثقافيًا عالميًا، حيث يتم التركيز على تطوير القطاعات الثقافية والتعليمية والرياضية. ويُظهر هذا التزام المملكة العميق في تطوير مسارات متعددة لإبراز دورها في مجال الفنون والأدب والرياضة.
من خلال هذا التداخل بين الرياضة والثقافة، يعزز معرض جدة للكتاب 2024 من دور الرياضة كجزء من الثقافة العامة ويؤكد أن السعودية ليست فقط وجهة رياضية عالمية في المستقبل، بل أيضًا مركز ثقافي يثري المعرفة والإبداع على جميع الأصعدة.