محمد الكنهل: من مسارح المدارس إلى نجومية “طاش ما طاش”

الفنان السعودي محمد الكنهل، أحد أبرز الأسماء في الدراما والمسرح السعودي، يعكس مسيرته الفنية رحلة طويلة من التحديات والتطورات التي شهدتها صناعة الفن في المملكة. بدأ الكنهل مسيرته الفنية في سنوات مراهقته من خلال مسارح المدارس والأنشطة الكشفية، وصولاً إلى أن أصبح واحداً من أعمدة المسرح السعودي.

البدايات الفنية

في حديثه مع “العربية.نت”، استذكر الكنهل بداية مشواره قائلاً: “أغلب الفنانين في جيلي كانت بداياتهم بسيطة؛ من المدارس، المراكز الصيفية، والأنشطة الكشفية، إلى مسارح الحارات والضحك مع الأصدقاء والأقارب.” لكنه أشار إلى أن البداية الحقيقية له كانت في الثانوية التجارية عندما التقى بمخرج مسرحي شجعه على دخول عالم التمثيل. انضم بعدها إلى جمعية الثقافة والفنون بالرياض، حيث التقى بكبار المسرحيين أمثال سمعان العاني وإبراهيم الحمدان، الذين ساعدوه على الانطلاق في مسيرته الفنية.

انطلاقة المسرح السعودي

يصف الكنهل بدايات المسرح السعودي بأنها كانت مرحلة غنية بالأعمال التي تركت بصمة في ذاكرة الجمهور، مثل مسرحية “القطار” التي بدأ فيها مشواره، ثم توالت بعدها أعماله التي لاقت نجاحاً كبيراً مثل مسرحية “تحت الكراسي” و”المهابيل”، التي كانت تعرض لعدة أيام وسط إقبال جماهيري كبير. ويعتبر هذه الفترة من أهم مراحل الفن السعودي، حيث ظهرت العديد من الأسماء الفنية التي أصبحت علامات بارزة في المسرح السعودي.

التحديات والدعم في مسيرته

لا ينسى الكنهل الدعم الكبير الذي تلقاه في بداية مسيرته من قبل شخصيات فنية مؤثرة مثل إبراهيم الحمدان وزملائه الكبار. ومع ذلك، لم تخلو مسيرته من التحديات التي واجهها، خاصة في فترة كان الفن السعودي يواجه نظرة سلبية من المجتمع. ويقول: “في زمننا لم تكن هناك وسائل التواصل الاجتماعي مثل الآن، كنا نعتمد على الصحف مثل جريدتي الجزيرة والرياض لتغطية أعمالنا، ناهيك عن نظرة المجتمع الدونية للفن.”

النجاح مع “طاش ما طاش”

تحول كبير في حياة الكنهل جاء مع مشاركته في المسلسل الكوميدي الشهير “طاش ما طاش”، حيث قدم شخصيات تركت أثراً في ذاكرة الجمهور العربي. وقال: “العمل مع نجوم مثل عبدالله السدحان وناصر القصبي كان فرصة رائعة، ونجح العمل بفضل قضاياه الاجتماعية المطروحة بأسلوب كوميدي جريء.”

الانتقاد للوضع الحالي للفن السعودي

ورغم نجاحاته العديدة، يعبر الكنهل عن أسفه تجاه تجاهل الجيل الأول من الفنانين في الوقت الحالي. ويقول: “للأسف، الرواد الذين وضعوا أسس الدراما والمسرح يعانون من التهميش.” ويطالب بإعطاء فرصة للجيل القديم للمشاركة في الأعمال الجديدة، مشيراً إلى ضرورة الدمج بين الأجيال المختلفة للحفاظ على جودة الفن السعودي.

رسالة إلى المسؤولين

وفي ختام حديثه، وجه الكنهل رسالة إلى الجهات المعنية بالثقافة والفن قائلاً: “نحن الجيل الذي أسس الدراما والمسرح السعودي، قدمنا الكثير وضحينا بوقتنا وجهدنا في سبيل الارتقاء بالفن، وكل ما نطلبه هو الفرصة للمشاركة.” وأضاف أن التهميش الذي يعانيه جيل الرواد غير مبرر، مطالباً بالاعتراف بدورهم في تاريخ الفن السعودي.

بمسيرته الطويلة، يظل محمد الكنهل رمزاً للفن السعودي الأصيل، ومثالاً على الجهد والإصرار في تقديم الفن الراقي، وهو يواصل دعوته لاستعادة مكانة المسرح والدراما في المملكة.