معرض “مجد مباري” في الدرعية: توثيق فريد لتاريخ الإمام تركي بن عبد الله

افتتح معرض “مجد مباري” في منطقة الدرعية التاريخية، مقدماً تجربة فريدة تعيد توثيق مسيرة الإمام تركي بن عبد الله، مؤسس الدولة السعودية الثانية. يعد المعرض فرصة لاستكشاف صفحات ملحمية من تاريخ المملكة، بدءاً من تدمير الدرعية في نهاية الدولة السعودية الأولى، وصولاً إلى إعادة بناء الكيان السعودي تحت قيادته، التي سعت إلى استئناف مسيرة العز والوحدة.

رحلة عبر الزمن

المعرض يقدم للزوار رحلة زمنية تبدأ من الدرعية، المهد الذي نشأ فيه الإمام تركي بن عبد الله. هناك، تلقى علومه في كتاتيب المساجد والقصر، مما أسهم في تشكيل شخصيته القيادية المتميزة بالحنكة والعدل. من خلال المعرض، يُستعرض دور الإمام تركي في مقاومة التحديات السياسية التي واجهها بعد سقوط الدولة السعودية الأولى، وجهوده في إعادة توحيد البلاد وبناء دولة سعودية قوية.

عرض تاريخي بأسلوب معاصر

يتميز المعرض بمزيج بين الماضي والحاضر، حيث يعتمد على تقنيات بصرية وصوتية لتقديم تسلسل زمني للأحداث، مع عرض تفاعلي يعزز من تجربة الزوار. يتناول المعرض مراحل مختلفة من حياة الإمام تركي بن عبد الله، من ميلاده ونشأته إلى إعادة استعادة الرياض، كما يُبرز إرثه التاريخي والاجتماعي من خلال قيمه وقصائده التي خلدت مسيرته. ومن أبرز المعروضات “السيف الأجرب”، الذي ارتبط باسم الإمام تركي وكان شاهداً على شجاعته في معارك إعادة تأسيس الدولة.

تشجيع الأجيال الجديدة

لا يقتصر المعرض على تقديم عرض تاريخي، بل يمثل رسالة ثقافية تهدف إلى تعريف الأجيال الجديدة بدور الإمام تركي في بناء الدولة السعودية الثانية. كما يعد فرصة للتفاعل مع تاريخ الوطن بطريقة تجمع بين التعليم والترفيه، مما يعزز الفخر والاعتزاز بالهوية الوطنية.

إشادة من الخبراء

أشاد الدكتور راشد العساكر، أحد الباحثين الذين اقترحوا فكرة المعرض، بالجهود المبذولة لإحياء هذه الشخصية التاريخية الهامة، مشيراً إلى أهمية تسليط الضوء على تضحيات الإمام تركي بن عبد الله في توحيد البلاد. كما أكد على ضرورة دعم الباحثين وتشجيعهم لتقديم أفكار تخدم مثل هذه الفعاليات.

الكاتب مشاري الذايدي، بدوره، أشار إلى الرمزية الكبيرة لهذا المعرض الذي يتزامن مع مرور مئتي عام على دخول الإمام تركي بن عبد الله إلى الرياض. ولفت إلى أهمية هذا الحدث في تسليط الضوء على تاريخ تأسيس الدولة السعودية الثانية وتحويل الرياض إلى عاصمة للمملكة.

ختاماً، يمثل معرض “مجد مباري” في الدرعية فرصة فريدة لإحياء ذاكرة تاريخية هامة في المملكة، ويعكس دور الإمام تركي بن عبد الله في توحيد البلاد وبناء الدولة السعودية الثانية، مما يعزز من الفخر بالهوية الوطنية والتاريخ السعودي.