كريمة مختار: أيقونة الأمومة في السينما والمسرح والحياة

تُعتبر الفنانة كريمة مختار، المعروفة بلقب “ماما نونا” الذي أطلقه عليها جمهورها، واحدة من أبرز النجمات في تاريخ السينما المصرية. لقد جسدت كريمة دور الأم بكل جوانبه، من الطيبة والقوة إلى الفكاهة، مما جعلها رمزًا للأمومة في قلوب الملايين من المشاهدين.

حلم الطفولة

منذ صغرها، كانت كريمة تحمل حلمًا واضحًا بأن تصبح ممثلة. ولكن عائلتها ذات الطابع المحافظ كانت تعارض رغبتها. ومع ذلك، لم تستسلم كريمة، بل وجدت طريقها إلى عالم الفن من خلال الإذاعة. بدأت بالظهور في برنامج “بابا شارو”، حيث كانت صوتها المميز يجذب قلوب المستمعين، مما أتاح لها فرصة للانطلاق في عالم المسلسلات الإذاعية.

بعد نجاحها في الإذاعة، دخلت كريمة عالم السينما بعد زواجها من المخرج نور الدمرداش في عام 1958، الذي دعمها في خطواتها الأولى. كان فيلم “ثمن الحرية” هو بداية مسيرتها السينمائية، ومن هنا بدأت رحلتها المليئة بالنجاحات.

دور الأم في السينما

رغم تنوع أدوار كريمة، إلا أن دور الأم كان الأكثر بروزًا في مسيرتها. استطاعت بصدق أن تجسد هذا الدور في العديد من الأعمال. في فيلم “الحفيد”، أسرت قلوب المشاهدين بدفء مشاعرها، بينما قدمت جانبًا فكاهيًا للأم في مسرحية “العيال كبرت”. أما شخصيتها “ماما نونا” في مسلسل “يتربى في عزو”، فقد أصبحت رمزًا خالداً للأم الحنونة.

الحياة خارج الشاشة

بعيدًا عن الأضواء، كانت كريمة مختار أمًا حقيقية لأبنائها الأربعة، حيث كرست حياتها لتربيتهم بعد وفاة زوجها في عام 1994. وقد أشار الإعلامي معتز الدمرداش، ابنها، إلى أن شخصية كريمة في الحياة لم تكن ساذجة كما جسدتها في الأعمال الفنية، بل كانت صارمة وحازمة.

الإرث الفني

تُعتبر كريمة مختار رمزًا للفن الحقيقي الذي ينبع من عمق الإنسانية. لقد تركت بصمة لا تُنسى في قلوب جمهورها، وستظل دائمًا أيقونة للأمومة في السينما والمسرح والحياة.

الخلاصة

من خلال موهبتها الفريدة وصدق مشاعرها، استطاعت كريمة مختار أن تُجسد كل صور الأم التي يمكن تخيلها، مما جعلها تتربع على عرش قلوب عشاق الفن في مصر والعالم العربي. إن إرثها الفني سيظل حيًا، تذكرنا جميعًا بأن الفن هو تعبير عن المشاعر الإنسانية العميقة.