في كلام نادر يجمع بين الصدق والحكمة، كشفت الفنانة الكبيرة سوسن بدر عن نظرتها العميقة للحياة والعلاقات والعمر، خلال حديث خاص سلطت فيه الضوء على تجربتها الشخصية مع تقبل مراحل العمر المختلفة وموقفها من فكرة الزواج. الفنانة المخضرمة التي أثرت المكتبة الدرامية العربية بأدوارها البارزة تحدثت بصراحة غير معهودة عن كيف تعلمت أن تسعد بذاتها دون انتظار شريك الحياة ليكملها، مؤكدة أن المرأة الناجحة هي التي تضع سعادتها الداخلية فوق كل الاعتبارات الاجتماعية.
وأوضحت بدر أنها مرت بمراحل كثيرة من التفكير والتأمل حتى وصلت إلى قناعة تامة بأن قيمة الإنسان لا تحددها حالته الاجتماعية، قائلة: “تعلمت على مدار السنوات أن السكن الداخلي والسلام النفسي هما الأساس الحقيقي لحياة مستقرة، الزواج نعمة لمن يقدرها لكنه ليس الطريق الوحيد للسعادة”. وأضافت الفنانة التي عرف عنها اختياراتها الجريئة في الأدوار الفنية أنها ترفض تماماً فكرة أن تشعر المرأة باليأس أو النقص بسبب عدم زواجها، معتبرة أن كل مرحلة عمرية تحمل في طياتها فرصاً جديدة للنمو والاكتشاف.
وعن علاقتها مع التقدم في العمر، قالت سوسن بدر بكلمات مؤثرة: “العمر ليس عدواً بل هو رفيق الدرب الذي يعلمنا الحكمة، تعلمت أن أتقبل تغيرات جسدي لأني أعرف أن كل مرحلة لها جمالها الخاص”. وأكدت أن نضوج الشخصية وتجارب الحياة أهم ألف مرة من الحفاظ على ملامح الشباب، مشددة على أهمية النظر للمستقبل بتفاؤل وعدم إضاعة الوقت في ندب الماضي.
واختتمت الفنانة العظيمة حديثها بنصائح ثمينة لكل امرأة تسعى للسلام الداخلي، داعية إياها إلى الاستثمار في تطوير ذاتها وعدم ربط سعادتها بوجود شريك، مع التشديد على أهمية التعلم من الأخطاء دون الوقوف عندها، والتمتع بكل مرحلة عمرية كما هي دون مقارنات مجحفة. هذه الرؤية الواقعية المفعمة بالحكمة والإيجابية تقدم نموذجاً مشرفاً للمرأة العربية القوية التي ترفض أن تحكمها القوالب الاجتماعية الجاهزة.