تُعد دور الأزياء التي تجاوز عمرها المئة عام من أبرز رموز الفخامة والابتكار في صناعة الموضة العالمية، حيث استطاعت هذه العلامات العريقة أن تحافظ على مكانتها وتألقها رغم مرور أكثر من قرن على تأسيسها. بدأت هذه الدور رحلتها في بدايات القرن التاسع عشر والعشرين، في مدن مثل باريس وميلانو ولندن، وهي عواصم الموضة التي شهدت تحولات كبيرة على مر العقود، لكنها ظلت مركزًا للإبداع والتميز بفضل هذه الدور التي شكلت تاريخ الموضة وأثرت فيه بشكل عميق.
من بين هذه الدور الأسطورية، تبرز دار شانيل التي أسستها كوكو شانيل عام 1910 في فرنسا، والتي أحدثت ثورة في عالم الأزياء من خلال تبنيها أسلوبًا بسيطًا وأنيقًا حرر المرأة من القيود التقليدية، وابتكرت قطعًا أيقونية مثل الفستان الأسود القصير وعطر شانيل رقم خمسة، مع الحفاظ على روح التجديد تحت قيادة مصممين كبار مثل كارل لاغيرفيلد. كذلك دار لويس فويتون التي تأسست عام 1854 وارتبطت بالسفر والفخامة، حيث تحولت من ورشة لصنع الأمتعة إلى إمبراطورية عالمية تجمع بين التراث والحداثة.
أما دار هيرمس التي بدأت في 1837، فقد اشتهرت بحرفيتها العالية وجودة منتجاتها الجلدية، خاصة حقائب بيركين وكيلي التي أصبحت رمزًا للأناقة الراقية. كما برزت دار برادا التي تأسست عام 1913 في ميلانو، والتي جمعت بين العملية والحداثة بفضل رؤية ميوتشيا برادا التي أدخلت لمسات جديدة حافظت على إرث الدار وجعلتها من أبرز علامات الموضة العالمية.
ولا يمكن إغفال دار غوتشي التي تأسست عام 1921 في إيطاليا، والتي عرفت بتجديدها المستمر عبر مصممين مثل توم فورد وأليساندرو ميكيل، مما أعاد لها مكانتها كرمز للأناقة الجذابة والفنية. كذلك دار لويفي الإسبانية التي تأسست عام 1846، والتي تحولت من تعاونية حرفية إلى علامة فاخرة تحت قيادة جوناثن أندرسن الذي أضفى عليها روحًا مبتكرة ومليئة بالحيوية. وأخيرًا دار بربري البريطانية التي تأسست عام 1856، والتي اشتهرت بمعاطف الترنش ونقشة الجبردين، محافظة على تراثها الأنيق والمتجدد عبر أجيال من المصممين المبدعين.
ما يميز هذه الدور ليس فقط تاريخها العريق، بل قدرتها الفريدة على التكيف مع التغيرات الثقافية والفنية والتكنولوجية عبر الزمن، مما جعلها تحافظ على مكانتها في قلب صناعة الموضة العالمية. فهي تجمع بين الحرفية العالية، الابتكار المستمر، والالتزام بالقيم التي أسست عليها، لتبقى حتى اليوم علامات تجارية تتصدر المشهد وتلهم الأجيال الجديدة من المصممين وعشاق الموضة حول العالم.