بدأت الفنانة يسرا اللوزي مسيرتها الفنية بابتسامة مشرقة على شاشات السينما والتلفزيون، حيث استطاعت أن تجسد شخصيات متنوعة بين الكوميديا والدراما، مما منحها حضوراً مميزاً في الوسط الفني. تألقت يسرا في مسلسل “لام شمسية” بدور “رباب” الصامتة، الذي لم يكن مجرد عمل ترفيهي فحسب، بل تحول إلى منصة فنية توعوية سلطت من خلالها الضوء على قضايا التحرش والعنف الأسري، معبرة عن معاناة آلاف النساء، ومؤكدة أن الدراما قادرة على تحريك الضمائر وتحفيز التغيير الاجتماعي قبل أن تؤثر على المشاعر فقط.
وليس فقط في مجال التمثيل تبرز يسرا، بل تمتزج تجاربها الفنية مع غريزة الأمومة التي تعكسها في علاقتها العميقة بابنتيها دليلة ونادية، حيث تعمل على غرس قيم الثقة والأمان في تفاصيل حياتهن اليومية، مما يجعل من الأمومة ركيزة أساسية في رسالتها الإنسانية وفلسفتها الحياتية. هذه العلاقة القوية بين الفن والحياة الشخصية تجعل من يسرا شخصية متكاملة تجمع بين الإبداع والإنسانية.
إلى جانب موهبتها التمثيلية، تعبر يسرا عن شغفها بالفنون الأخرى مثل الطبخ الذي يعيدها إلى ذكريات الطفولة وجذور الأسرة، كما تستمد إبداعها من الموسيقى والرسم والقراءة. تحب الألحان الكلاسيكية على البيانو وتستمتع بأنغام فيروز الساحرة، مما يعكس عمق ذوقها الفني وتنوع مصادر إلهامها.
يسرا اللوزي ليست فقط فنانة موهوبة، بل هي شخصية قوية وملتزمة بقضايا مجتمعية هامة، حيث استخدمت فنها كأداة للتوعية والتغيير، ونجحت في أن تكون صوتاً معبراً عن قضايا المرأة والطفل، مع الحفاظ على توازن بين حياتها المهنية والشخصية. مسيرتها التي بدأت منذ سنوات مع المخرج يوسف شاهين في فيلم “إسكندرية – نيويورك” شهدت تطوراً مستمراً جعلها من أبرز نجمات جيلها، حاصدة جوائز محلية وعربية، ومشاركة في أعمال سينمائية وتلفزيونية متنوعة، تعكس عمق موهبتها وتفردها.
في المجمل، تمثل يسرا اللوزي نموذجاً للفنانة التي تجمع بين التمثيل الهادف، والالتزام الاجتماعي، وتجربة الأمومة التي تضفي بعداً إنسانياً على مسيرتها، مما يجعلها شخصية فنية متكاملة قادرة على التأثير في جمهورها من خلال أعمالها ورسائلها الإنسانية العميقة.