جلسات هادفة ومثرية في قمة “اميوزد” للموضة المستدامة بالشراكة مع مجلة “هي” تعكس التقاطع بين الأناقة والوعي البيئي

احتضنت قمة “اميوزد” للموضة المستدامة، التي نظمت بالشراكة مع مجلة “هي”، سلسلة من الجلسات الحوارية المثرية والهادفة التي جمعت نخبة من أبرز الشخصيات في قطاع الموضة والاستدامة من المملكة العربية السعودية ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. جاء هذا الحدث الرقمي الرائد في ختام شهر أبريل، الذي يُعد شهر الاستدامة، ليبرز أهمية دمج الثقافة مع الاستدامة والموضة في إطار يسهم في تعزيز الوعي البيئي والاجتماعي لدى المستهلكين وصناع القرار في صناعة الأزياء.

تناولت الجلسات موضوعات متعددة، منها الدوافع النفسية وراء الاستهلاك الواعي، حيث شاركت رائدة الأعمال شهد جفري، مؤسسة منصة Taffi المتخصصة في تقنية الأزياء والذكاء الاصطناعي، في نقاش حول كيفية تحسين تجربة التسوق الإلكتروني عبر حلول ذكية تدعم الاستدامة وتعزز ولاء العملاء. وأكدت الجلسة على ضرورة تبني ممارسات استهلاكية مسؤولة تراعى الأبعاد البيئية والاجتماعية، ما يسهم في بناء مستقبل أكثر وعيًا في عالم الموضة.

كما سلطت جلسة أخرى الضوء على ملامح العلامة التجارية المستدامة الحقيقية، حيث ناقشت خبراء مثل سارة الراشد وآية قصقص أهمية الشفافية والالتزام البيئي في صناعة التجميل، مع التركيز على مكافحة التضليل البيئي وبناء ثقة المستهلك من خلال التعاون مع هيئات الاعتماد والممارسات الأخلاقية في التوريد. وأكدت المشاركات أن الاستدامة ليست مجرد شعار، بل هي التزام حقيقي يجب أن يتجسد في كل جوانب العمل.

في جلسة أخرى، ناقشت المصممة نسيبة حافظ ووجدان المالكي ونورة البشر أهمية الاستدامة كمعيار أساسي في صناعة الأزياء لعام 2025، مع التركيز على دور التعليم والتكنولوجيا في تعزيز الممارسات المسؤولة. وأبرزت الجلسة كيف أن المستهلكين باتوا يفضلون الشفافية والخيارات الأخلاقية، مما يدفع العلامات التجارية إلى تبني استراتيجيات مستدامة تعكس قيم العملاء وتلبي تطلعاتهم.

كما تطرقت قمة “اميوزد” إلى صعود الاقتصاد الدائري في الشرق الأوسط، من خلال جلسة بعنوان “مقتنيات مستعملة بحب لا تُنسى”، حيث ناقشت روان الدريبي وسارة تيمور أهمية إعادة تدوير المنسوجات وتأثير الثقافة المجتمعية على تبني الأزياء المستدامة، مع توقعات بنمو سوق إعادة البيع بشكل كبير خلال السنوات القادمة، مدعوماً بوعي الأجيال الشابة ودور المؤثرين في الترويج لهذا الاتجاه.

وشاركت الأميرة نورة بنت فيصل آل سعود برؤى ملهمة حول الحفاظ على التراث الثقافي وربطه بالاستدامة، مؤكدة على أهمية سرد القصص ودورها في تعزيز الهوية الوطنية ودفع عجلة التغيير في صناعة الأزياء، من خلال مشاريع مبتكرة تدمج بين الأصالة والحداثة.

في المجمل، نجحت قمة “اميوزد” للموضة المستدامة في خلق منصة حوارية تجمع بين الأناقة والوعي، حيث تم استعراض تحديات وفرص صناعة الأزياء المستدامة، مع التأكيد على ضرورة التعاون بين جميع الأطراف لبناء مستقبل أكثر استدامة ومسؤولية. وقد مثلت هذه القمة خطوة مهمة نحو تعزيز ثقافة الاستدامة في قطاع الموضة، مما يعكس التزام المنطقة بدعم مبادرات تحافظ على البيئة وتلبي تطلعات المستهلكين الواعيين.