في إنجاز جديد يضاف إلى سجل السينما الفلسطينية، تمكن فيلم “شكرًا لأنك تحلم معنا” من تحقيق نجاح لافت في المحافل السينمائية الدولية، حيث حصد جائزتين مرموقتين في مهرجاني بيروت الدولي لسينما المرأة ومالمو للسينما العربية، ليؤكد مكانته كأحد أبرز الأعمال السينمائية التي تعكس قضايا اجتماعية وإنسانية عميقة. هذا التتويج يأتي ضمن سلسلة من النجاحات التي حققها الفيلم منذ انطلاقه، حيث شارك في أكثر من 15 مهرجانًا دوليًا، ونال إشادات واسعة من النقاد والجمهور على حد سواء.
الفيلم، الذي أخرجته ليلى عباس، يقدم قصة إنسانية مؤثرة تدور حول شقيقتين، مريم ونورا، اللتين تواجهان تحديات كبيرة بعد وفاة والدهما، حيث يترك لهما إرثًا ماليًا ضخمًا، لكنهما تسعيان للاستحواذ عليه قبل أن يعلم شقيقهما بوفاة الأب، نظرًا لأن القانون يمنحه نصف التركة، وهو ما تعتبره الأختان ظلمًا لهما. هذه الحبكة الدرامية تفتح الباب أمام صراعات عائلية معقدة، حيث تتشابك المشاعر بين الطمع والعدالة، في سرد سينمائي يحمل أبعادًا اجتماعية عميقة.
منذ عرضه الأول في مهرجان لندن السينمائي التابع لمعهد السينما البريطاني، استطاع الفيلم أن يلفت الأنظار بقوة، حيث حظي بإشادات واسعة من النقاد، الذين اعتبروا أنه يقدم معالجة سينمائية ذكية لقضية الميراث من منظور نسائي، ويطرح تساؤلات جوهرية حول العدالة الاجتماعية والحقوق القانونية للمرأة. كما تمكن الفيلم من الفوز بجائزة أفضل فيلم عربي طويل في مهرجان الجونة السينمائي الدولي، إلى جانب جوائز أخرى في مهرجانات سينمائية بارزة، مثل جائزة أفضل فيلم في جوائز جولدن روستر، وجائزة أفضل مخرج في مهرجان سالونيكي السينمائي الدولي.
إلى جانب نجاحه في المهرجانات، يواصل الفيلم عروضه التجارية، حيث يستمر عرضه في سينما زاوية بالقاهرة للأسبوع الثاني على التوالي، مما يعكس الإقبال الجماهيري الكبير عليه، خاصة أنه يقدم تجربة سينمائية مختلفة، تجمع بين السرد العاطفي العميق والتصوير السينمائي المتميز.
هذا الإنجاز الجديد يعزز مكانة السينما الفلسطينية على الساحة الدولية، حيث يثبت أن الأفلام القادمة من المنطقة العربية قادرة على المنافسة عالميًا، وتقديم قصص تحمل أبعادًا إنسانية واجتماعية تتجاوز الحدود الجغرافية. ومع استمرار نجاح الفيلم، يبقى السؤال المطروح: هل سيواصل “شكرًا لأنك تحلم معنا” حصد المزيد من الجوائز في المهرجانات القادمة؟ الأيام المقبلة قد تحمل المزيد من المفاجآت لهذا العمل السينمائي المميز، الذي نجح في ترك بصمة قوية في عالم السينما.