تعيش النجمة اللبنانية كارول سماحة حالة من الحزن العميق بعد رحيل زوجها الدكتور وليد مصطفى، الذي وافته المنية بعد صراع طويل مع المرض، لكنها في الوقت ذاته تظهر قوة استثنائية في مواجهة هذه المحنة من خلال التزامها الفني والإنساني بالعودة إلى عروض مسرحيتها الغنائية الجديدة “كلو مسموح”. هذا العمل المسرحي الذي يمثل عودتها إلى خشبة المسرح الغنائي بعد غياب دام نحو سبعة عشر عاماً، كان من المقرر أن يُعرض في لبنان مطلع مايو، لكن الشركة المنتجة قررت تأجيل العروض الافتتاحية إلى منتصف الشهر، احتراماً للظروف الإنسانية التي تمر بها كارول، مع الحفاظ على مواعيد باقي العروض.
تعكس هذه الخطوة موقفاً فنياً وإنسانياً نادراً، حيث اختارت كارول سماحة، رغم ألم الفقد، أن تفي بالتزاماتها تجاه فريق عمل ضخم يضم أكثر من 150 فناناً وفنياً من لبنان وأوكرانيا ودول أوروبية، ملتزمين بعقود صارمة، ما يعكس إيمانها العميق بقوة الفن كوسيلة للتعبير والمقاومة. فقد تحولت مسرحية “كلو مسموح”، التي سبق أن تأجلت بسبب الظروف الأمنية في لبنان، إلى رسالة فنية تحمل في طياتها إصراراً على استمرار الحياة والإبداع رغم الظلام، مؤكدين أن لبنان لا يزال ينبض بالموسيقى والمسرح والابتكار.
كارول سماحة تجسد في المسرحية شخصية “ياسمينا”، وهي شخصية مختلفة تماماً عن تجاربها السابقة، مليئة بالطاقة والمرح، حيث تقدم فقرات فنية وتربط بين شخصيات المسرحية ضمن جو كوميدي خفيف، مما يضفي على العمل أجواء من الفرح والحيوية رغم الظروف الصعبة التي تحيط بها. ويشارك في العمل إلى جانب كارول مجموعة من النجوم اللبنانيين، ويتميز العرض بتقديم أغانٍ واستعراضات راقصة بمشاركة عشرين راقصاً وراقصة، ما يجعلها تجربة فنية متكاملة تجمع بين التمثيل والغناء والاستعراض.
ورغم الحزن الذي يخيم على قلبها، تؤكد كارول سماحة أن الوقوف على خشبة المسرح هو فعل حياة ومقاومة، وأن الفن هو الوسيلة التي تساعدها على تخطي المحنة والاحتفاء بالحياة. كما توجهت بالشكر لفريق العمل وجمهورها على دعمهم وتفهمهم في هذه الظروف الاستثنائية، معبرة عن امتنانها للرسائل التي تلقتها والتي كانت مصدر قوة لها في هذه المرحلة الصعبة.
تجسد قصة كارول سماحة في هذه المرحلة مزيجاً من الألم والتحدي، حيث تجمع بين واجب الحزن على فقدان زوجها ومسؤولية الالتزام تجاه جمهورها وفريقها الفني، مما يجعل عودتها إلى المسرح أكثر تأثيراً وأهمية. هذه العودة ليست مجرد حدث فني، بل هي شهادة على قوة الإنسان وقدرته على المضي قدماً رغم الصعوبات، وعلى أن الفن يمكن أن يكون ملاذاً ووسيلة للتعبير عن أعمق المشاعر الإنسانية.