فن الإتيكيت في الزيارات المنزلية بين العروسين بعد الخطوبة كما تشرحه خبيرة الإتيكيت هند المؤيد

قد تبدو الزيارات المنزلية بين العروسين بعد الخطوبة فرصة جميلة للتقارب والتعارف بين الطرفين وأسرهم، لكنها في الوقت نفسه قد تكون ساحة لبعض المواقف المحرجة أو التصرفات غير المحسوبة التي قد تترك أثرًا سلبيًا على العلاقة، خاصة في هذه المرحلة الحساسة من الارتباط. ولهذا تؤكد خبيرة الإتيكيت هند المؤيد على أهمية الالتزام بمجموعة من القواعد الذهبية التي تضمن سير هذه الزيارات في إطار من الاحترام والود والرقي، دون تجاوزات أو إخلال بالذوق العام.

توضح هند المؤيد أن أول ما يجب أن يدركه الطرفان، خاصة العروس والعريس، هو أن فترة الخطوبة ليست زواجًا، بل هي مجرد تعارف رسمي يسبق اتخاذ قرار مصيري، وبالتالي فكل تصرف محسوب وله دلالاته. وتُعتبر الزيارات المنزلية جزءًا من هذا التعارف، لكن ينبغي ألا تنقلب إلى فرصة لاختبار الحدود أو كسر الحواجز بشكل مبالغ فيه. فهناك فارق كبير بين الألفة المحمودة والتجاوز غير المقبول.

ومن أبرز القواعد التي تنبه إليها المؤيد، ضرورة التنسيق المسبق مع أسرة العروس قبل أي زيارة من جانب العريس أو أسرته، ليس فقط احترامًا لخصوصية المكان، بل أيضًا لتجنب أي ارتباك قد ينتج عن الحضور المفاجئ. وتشير إلى أن الزيارة يجب أن تكون محددة بمدة زمنية معقولة، فلا يجوز أن تمتد لساعات طويلة بشكل يرهق المضيفين أو يضعهم في موقف حرج.

أما من حيث المظهر الشخصي، فتشدد على أهمية أن يكون الطرفان في أبهى صورة، مع الحفاظ على البساطة والرقي، دون مبالغة في التأنق أو التجمل. فالمظهر يعكس الاحترام للمناسبة وللأشخاص الموجودين، كما يعطي انطباعًا قويًا عن الذوق واللباقة.

وفيما يخص طريقة الجلوس، تتحدث المؤيد عن ضرورة احترام المسافات الشخصية، خاصة أن هذه الزيارات تتم في حضور العائلة، ومن ثم يجب الالتزام بهدوء الجلسة وتهذيب الحديث، مع تجنب الهمسات أو الإشارات الخاصة التي قد تلفت الانتباه أو تثير استياء أحد الحاضرين. كما توصي بعدم الدخول في تفاصيل حياتية دقيقة أو مناقشات حادة، لأن ذلك قد يؤدي إلى سوء تفاهم أو نقل انطباعات خاطئة.

وتنبه إلى نقطة حساسة كثيرًا ما يتم التغاضي عنها، وهي الاهتمام بالهدايا الرمزية. فلا مانع من أن يحضر العريس أو أسرته هدية بسيطة تعبر عن التقدير والاحترام، لكن من غير المقبول أن تتحول الهدية إلى وسيلة للمباهاة أو المنافسة. كما يجب أن تكون مناسبة لجو اللقاء، سواء كانت باقة ورد، علبة حلوى فاخرة، أو حتى شيء منزلي بسيط.

أما ما يتعلق بالأحاديث الدائرة خلال الزيارة، فتلفت المؤيد إلى أهمية أن تكون خفيفة ومناسبة للسياق، وأن يحرص الطرفان على مراعاة مشاعر الجميع، خاصة كبار السن الموجودين. وينبغي ألا تطغى الأحاديث الشخصية أو الخطط المستقبلية الخاصة على الحديث العام، حتى لا يشعر أحد الأطراف بالتجاهل أو الإقصاء.

وتختتم المؤيد توجيهاتها بالتأكيد على أن الزيارات المنزلية بين العروسين فرصة لبناء الثقة، لكنها تتطلب وعيًا سلوكيًا وإحساسًا بالمسؤولية. فكل تصرف مهما بدا بسيطًا يترك انطباعًا، وكل كلمة قد يكون لها أثر طويل المدى. ومن هنا تأتي أهمية التمسك بأدبيات الإتيكيت التي تحفظ للجميع كرامتهم وتضمن استمرار العلاقة في إطار صحي وسليم، يمهد لزواج ناجح ومستقر.