منذ انطلاق مهرجان كان السينمائي وحتى يومنا هذا، لم يكن الحدث مجرد منصة لعرض أحدث وأهم الأفلام العالمية، بل تحول أيضًا إلى مسرح للأناقة والإبداع في عالم الموضة والمجوهرات، حيث تتنافس النجمات على السجادة الحمراء في تقديم إطلالات تخطف الأنفاس وتبقى محفورة في الذاكرة. وبين كل تلك التفاصيل التي تميز إطلالات النجمات، تبرز القلادات الأيقونية كعنصر أساسي يضفي على كل إطلالة لمسة من الفخامة والرقي، ويحوّل أعناق النجمات إلى لوحات فنية متحركة تستحق التأمل والإعجاب.
على مر السنوات، شهد مهرجان كان لحظات استثنائية تألقت فيها النجمات بقطع مجوهرات فريدة من نوعها، كان للقلادات النصيب الأكبر منها، حيث اختارت كل نجمة بعناية القلادة التي تعكس شخصيتها وتكمل فستانها وتبرز جمالها. فهناك من فضلت التصاميم الكلاسيكية المرصعة بالألماس الأبيض التي تعكس بريقًا هادئًا وفخامة خالدة، وهناك من اختارت التصاميم الجريئة التي تجمع بين الأحجار الكريمة الملونة والتصاميم الهندسية الحديثة، لتمنحها حضورًا قويًا ولافتًا على السجادة الحمراء.
من بين أكثر اللحظات التي لا تُنسى، تلك التي ظهرت فيها النجمات بقلادات ضخمة بتصاميم مستوحاة من الطبيعة، كالأوراق والأزهار والفراشات، أو حتى التصاميم المستوحاة من حقب تاريخية عريقة مثل العصور الملكية أو العشرينيات الذهبية، حيث تتداخل الأحجار الكريمة الملونة مع الذهب الأبيض أو الأصفر في تناغم فني يبرز براعة دور المجوهرات العالمية. كما لم تغب لمسات الإبداع عن القلادات التي حملت توقيع أشهر الدور مثل كارتييه وشوبارد وبولغاري وفان كليف أند آربلز، إذ تحرص كل دار على تقديم قطع استثنائية خصيصًا لهذا الحدث، لتصبح القلادة أكثر من مجرد قطعة مجوهرات، بل تحفة فنية تروي قصة وتخطف الأنظار.
ولا يقتصر دور القلادة في مهرجان كان على كونها مكملًا للإطلالة، بل تتحول أحيانًا إلى محور رئيسي يجذب كل العدسات، خاصة عندما تتزين بها نجمة عالمية معروفة بذوقها الرفيع وحضورها القوي. فقد شاهدنا على مر السنوات نجمات مثل صوفيا لورين، إليزابيث تايلور، أنجلينا جولي، وبيلا حديد، وهن يخترن قلادات ضخمة ولامعة، أضفت على إطلالاتهن هالة من السحر والجاذبية، وجعلتهن حديث الصحافة والجمهور لأيام طويلة بعد المهرجان.
وتحمل كل قلادة قصة خاصة بها، سواء من حيث مصدر الأحجار الكريمة المستخدمة أو من حيث التصميم الذي قد يستغرق شهورًا من العمل اليدوي الدقيق، ليخرج في النهاية قطعة فريدة لا تتكرر. وتحرص النجمات على اختيار القلادة بعناية فائقة، بالتنسيق مع خبراء الموضة والمجوهرات، لتكون متناسبة مع قصة الفستان، لون البشرة، وتسريحة الشعر، حتى تكتمل الإطلالة في صورة مثالية تليق بأجواء الفخامة التي يتميز بها مهرجان كان.
ومع كل دورة جديدة من المهرجان، تتجدد المنافسة بين النجمات ودور المجوهرات على تقديم الأفكار الأكثر ابتكارًا وجرأة، فيظهر لنا كل عام توجهات جديدة في عالم القلادات، سواء من حيث الألوان، الأحجام، أو حتى طرق ارتدائها. فهناك من تفضل القلادات الطويلة التي تنسدل برقة على الفستان، وهناك من تختار القلادات القصيرة التي تلتف حول العنق وتبرز جمال الرقبة، وكل واحدة منهن تروي من خلال اختيارها قصة شخصية تعكس ذوقها وشخصيتها.
هكذا، يبقى مهرجان كان السينمائي منصة عالمية لاكتشاف أجمل وأفخم القلادات الأيقونية التي تزين أعناق النجمات، وتمنح كل واحدة منهن فرصة للتألق والتعبير عن نفسها من خلال قطعة مجوهرات فريدة تجمع بين الفن والتاريخ والحرفية العالية، لتبقى تلك اللحظات خالدة في ذاكرة الموضة والجمال لعقود قادمة.