في مشهد مليء بالمشاعر المتناقضة، افتتحت الفنانة اللبنانية كارول سماحة عرض مسرحيتها الجديدة وسط أجواء إنسانية مؤثرة سيطرت على قلوب الحضور، وذلك بعد أيام قليلة من وداعها المؤلم لزوجها الراحل، الذي شكّل جزءًا محوريًا من حياتها الشخصية والفنية. وعلى الرغم من الحزن العميق الذي يعتصر قلبها، ظهرت كارول على خشبة المسرح متماسكة، وبدت مصمّمة على أن تواصل رسالتها الفنية بإصرار وإيمان عميقين، تمامًا كما أراد زوجها منها دومًا، بحسب ما ذكرته في حديثها أمام الجمهور.
كارول لم تستطع إخفاء تأثرها خلال اللحظات الأولى من العرض، حيث تسللت الدموع إلى عينيها وهي تتحدث عن زوجها الراحل، متذكرة كلماته الأخيرة التي قالها لها قبل رحيله، والتي حملت دعمًا عاطفيًا عميقًا وشجعها على الاستمرار في مسيرتها رغم كل الصعوبات. كلمات وصفتها بأنها كانت بمثابة النور الذي أنار لها طريق الظلام، وشعرت خلالها بعمق الحب الذي جمع بينهما، وهو ما منحها دفعة قوية للوقوف على المسرح رغم الجرح المفتوح في قلبها.
وخلال العرض، حضر عدد كبير من النجمات لدعم كارول في هذه المحطة الصعبة من حياتها، وكان حضورهن ليس فقط بمثابة دعم مهني، بل امتد ليشمل الدعم الإنساني والعاطفي الذي أظهر قوة العلاقات التي تربط كارول بزميلاتها في الوسط الفني. بعضهن اكتفين بالحضور الصامت، بينما لم تتمالك أخريات دموعهن تأثرًا بالمشهد الإنساني والمسرحي في آن واحد.
افتتاح المسرحية كان بمثابة لحظة استثنائية في مسيرة كارول سماحة، حيث التقت فيها الآلام الخاصة مع الفن الراقي، وتحولت خشبة المسرح إلى منصة للتعبير عن الحزن، الصمود، والوفاء للذكرى. الجمهور بدوره تفاعل بشكل كبير مع العرض، إذ شعر الجميع أنهم ليسوا فقط أمام عرض مسرحي، بل أمام حكاية إنسانية صادقة تتحدث عن الحب، الفقد، والإصرار على الحياة رغم الألم.
كارول أثبتت من خلال هذه اللحظات أنها ليست مجرد فنانة تقدم أعمالًا فنية، بل امرأة قوية تعبر من خلال الفن عن واقعها العاطفي بأرقى الطرق. لحظة الافتتاح هذه تحولت إلى مشهد من البطولة الإنسانية، حيث اختلطت الدموع بالتصفيق، والذكرى بالأمل، ليبقى عرض المسرحية هذا محفورًا في الذاكرة كأحد أكثر العروض صدقًا وتأثيرًا في المشهد الفني العربي.