في لحظة انتظرها عشاق السينما والموضة حول العالم، ظهرت النجمة العالمية أنجلينا جولي على السجادة الحمراء لمهرجان كان السينمائي الدولي بإطلالة أبهرت الحضور وجذبت عدسات المصورين، وذلك خلال العرض الأول لفيلم “Eddington”. حضورها لم يكن مجرد ظهور عابر، بل كان بمثابة حدث فني وأيقونة للأناقة والجاذبية التي لا تفقد بريقها مهما مرّ الزمن.
أنجلينا، التي لطالما عُرفت بقدرتها على الجمع بين البساطة والرقي، اختارت إطلالة تنبض بالفخامة والأنوثة، فظهرت بفستان يعكس الذوق الرفيع والحضور الطاغي، يجمع بين التفاصيل الدقيقة والقصّة التي تبرز جمال قوامها بأناقة بعيدة عن المبالغة. الألوان التي اختارتها كانت متناغمة مع أجواء المهرجان الليلية، ما جعلها تبدو كأنها نجمة متلألئة في سماء كان، بينما تمايل قماش الفستان مع نسمات الرياح الخفيفة ليزيد من سحر المشهد.
وبعيدًا عن الموضة، حمل ظهور جولي أبعادًا أعمق، فهي ليست فقط نجمة هوليوودية شهيرة، بل رمز عالمي للإنسانية والقوة والجرأة في خياراتها الفنية والاجتماعية. لذلك، فإن وجودها في مهرجان بحجم “كان” يضفي ثقلًا خاصًا على الفعاليات، ويعكس تقديرها للفن السينمائي الجاد الذي لا يقتصر فقط على شباك التذاكر، بل يمتد ليشمل الأفلام التي تطرح قضايا إنسانية وفكرية.
وكان لافتًا تفاعل الجمهور مع أنجلينا جولي، إذ وقف المئات على جانبي السجادة الحمراء لمشاهدتها وهي تخطو بخفة وثقة، تلوّح للجمهور وتبتسم للمصورين، في مشهد يعكس العلاقة المتينة التي تربطها بمحبيها حول العالم، حيث لا تزال واحدة من أكثر النجمات تأثيرًا وحضورًا رغم مرور سنوات طويلة على انطلاقتها الفنية.
اختيارها لحضور العرض الأول لفيلم “Eddington” تحديدًا قد يحمل دلالات أيضًا، إذ يُعرف عن جولي دعمها للأفلام التي تحمل مضامين قوية ورسائل إنسانية أو فكرية، ما يجعل مشاركتها دعمًا للفيلم ولصنّاعه. كما يعكس ظهورها في هذا التوقيت رغبتها في العودة القوية إلى الواجهة الفنية والمهرجانات الكبرى، بعد فترة من الغياب النسبي عن الأضواء.
أنجلينا جولي أثبتت من جديد أنها ليست فقط نجمة أفلام الحركة والإثارة، وليست مجرد وجه جميل في عالم الفن، بل هي رمز للتوازن بين الجمال الداخلي والخارجي، بين الشهرة والوعي، وبين الفن والرسالة. إطلالتها في مهرجان كان لهذا العام لم تكن مجرد لحظة عابرة أمام عدسات الكاميرات، بل كانت تأكيدًا على مكانتها كأيقونة خالدة في ذاكرة السينما والموضة معًا.