سيطرت مشاعر الحنين إلى الزمن الجميل على أجواء السجادة الحمراء في مهرجان كان السينمائي لعام 2025، حيث تحوّلت المناسبة العالمية إلى ما يشبه عرضاً بصرياً يأخذنا في رحلة إلى عصور الأناقة الكلاسيكية، بفضل اختيارات النجمات اللافتة والمفعمة بروح “الفينتاج” أو الطابع العتيق. وكأن نجوم هذا العام قررن أن يعِدن إحياء أرشيف الموضة الراقية، فظهرن بإطلالات مستوحاة من ستينات وسبعينات القرن الماضي، حيث البساطة الممزوجة بالرقي، والتفاصيل التي تعكس حساً أنثوياً دافئاً يتجاوز حدود الزمن.
الإطلالات لم تكن مجرد استعراض للأزياء، بل كانت بمثابة رسائل فنية تحمل الكثير من الدلالات الثقافية والوجدانية، إذ مزجت النجمات بين الخامات الكلاسيكية مثل الدانتيل والحرير والشيفون، وبين القصات التي عُرفت بها نجمات العصر الذهبي لهوليوود، فأضفن على السجادة الحمراء هالة من الفخامة الهادئة والنوستالجيا الساحرة. اعتمدت بعضهن تسريحات شعر مرفوعة أو مموجة بطريقة تقليدية، مع مكياج ناعم أو عيون محددة بأناقة تعكس روح الماضي، ما زاد من قوة تأثير هذه الإطلالات التي بدت كأنها خرجت من صفحات مجلة أزياء قديمة.
هذا التوجّه نحو الماضي لم يكن عشوائياً، بل بدا وكأنه توجه جماعي لإضفاء لمسة من الرقي الأصيل على الحدث السينمائي، وربما تذكير بأن الأناقة لا تموت، بل تتجدد في كل عصر بلمسة معاصرة تحترم الجذور. وقد أثارت هذه الإطلالات إعجاب الجمهور والنقاد على حد سواء، حيث أُشيد بذوق النجمات وبجرأتهن في اختيار قطع غير معتادة في زمن السرعة والموضة المتغيرة. فكان مهرجان كان هذا العام بمثابة تحية للأنوثة القديمة، ولأيام كانت فيها الموضة مرآة للهوية لا مجرد تقليد للترند.
ومع كل خطوة على السجادة الحمراء، كانت كل نجمة تروي حكاية من الماضي بطريقتها الخاصة، ما جعل الحدث ليس مجرد مهرجان سينمائي، بل عرضاً متكاملاً للذوق، والحنين، والجمال الذي لا يخضع لقواعد الحداثة الصارمة