في واحدة من أمسياته الساحرة التي تحمل بصمته الخاصة، خطف النجم العراقي كاظم الساهر الأنظار خلال حفله الأخير الذي أحياه في مدينة دبي، حيث تميز الحفل بأجواء فنية استثنائية امتزجت فيها الموسيقى الراقية بالتفاعل الحي والمباشر بين “القيصر” وجمهوره العريض. ولفت كاظم الأنظار منذ لحظة ظهوره على المسرح، وذلك بعد أن اعتمد إطلالة جديدة مغايرة عن المعتاد، حيث ظهر بـ”لوك” مختلف أبرز تغييرًا ملحوظًا في تسريحة شعره، ما أثار ردود فعل كبيرة بين الحاضرين الذين عبّروا عن إعجابهم بالتحول في شكله بطريقة طريفة ومليئة بالحماس.
وخلال الحفل، الذي شهد حضورًا جماهيريًا ضخمًا، تفاعل كاظم الساهر مع الحضور بشكل لافت، وشارك جمهوره بعض التعليقات التي وصلت إليه على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث كشف بابتسامة عريضة عن واحدة من الرسائل التي وردته والتي جاء فيها تعليق طريف يقول: “قصيت شعرك؟ لا وبعدك حلو.. تزوجني!”، وهو ما أثار موجة من الضحك والتصفيق بين الجمهور، خاصة عندما رد عليها كاظم بعفوية قائلاً: “يا جماعة شو القصة؟” في إشارة إلى تكرار مثل هذه التعليقات التي تتضمن عروض زواج له في حفلاته.
الحفل لم يكن فقط مناسبة طربية، بل تحول إلى لقاء وجداني مباشر بين الفنان وجمهوره الذي ظلّ يتفاعل مع أغنياته المحبوبة ويرددها معه من دون توقف، في مشهد يكرّس مكانة كاظم الساهر كواحد من أبرز نجوم الطرب العربي الكلاسيكي في العالم العربي. كما أن تفاعله الإنساني والعفوي مع جمهوره كان أحد أبرز معالم السهرة، وأضفى عليها طابعًا من الألفة والمحبة، حيث بدا واضحًا حرص الفنان على إظهار امتنانه لكل من حضر وشارك تلك الليلة المميزة.
هذا التفاعل العفوي الذي طبع أجواء الحفل، سواء من حيث ردود أفعال الجمهور أو من حيث تجاوب كاظم نفسه، يعكس العلاقة الخاصة التي تجمع بين الفنان العراقي وجمهوره، وهي علاقة مبنية على الحب والاحترام المتبادل والمشاعر الصادقة، بعيدًا عن التصنع أو التكلّف. فكل ظهور جديد له، سواء في إطلالته أو في تعامله، يتحول إلى حدث بحد ذاته يترقبه جمهوره وينتظر لحظاته المميزة التي تجمع الطرب الأصيل بالعفوية المحببة.
ويبدو أن كاظم الساهر لا يزال يحتفظ بقدرته الفريدة على مفاجأة جمهوره، ليس فقط من خلال صوته وأغانيه، بل أيضًا من خلال مظهره وشخصيته التي تجمع بين الرصانة والرومانسية والذكاء الفني، مما يجعله فنانًا متجددًا قادرًا على أسر القلوب عامًا بعد عام، مهما تبدلت الأزمان وتغيرت الأجيال.