أشعلت الفنانة ريهام حجاج مواقع التواصل الاجتماعي وأثارت حالة واسعة من الجدل بعد أن نشرت رسالة غامضة عبر حساباتها الرسمية تحدثت فيها عن أهمية الستر في حياة الإنسان، ووجهت من خلالها انتقادات واضحة لما يحدث على منصات السوشيال ميديا من تجاوزات وتدخلات في حياة الآخرين. وقد جاء منشور ريهام في وقت يشهد فيه الوسط الفني والإعلامي الكثير من الشائعات والتكهنات حول حياة المشاهير، ما جعل كلماتها تلقى صدى كبيرًا بين متابعيها وتثير الكثير من التساؤلات حول المقصود من رسالتها وتوقيتها.
في رسالتها، ركزت ريهام حجاج على فكرة الستر كقيمة إنسانية وأخلاقية يجب أن يتحلى بها كل شخص، معتبرة أن الحياة مليئة بالتحديات وأن الجميع يمر بمواقف صعبة وأسرار لا يعرفها إلا الله. وأشارت إلى أن هناك من يتعمد كشف خصوصيات الآخرين أو التدخل في شؤونهم دون مراعاة لمشاعرهم أو احترام لخصوصيتهم، مؤكدة أن الستر لا يعني فقط إخفاء العيوب بل هو أيضًا احترام للإنسانية وحفاظ على كرامة الآخرين. واعتبرت ريهام أن من يتجاوز حدود الأدب والاحترام على مواقع التواصل الاجتماعي إنما يعكس صورة سلبية عن نفسه قبل أن يسيء للآخرين.
كما لم تخفِ ريهام استياءها من حالة الهوس التي تسيطر على البعض في متابعة أخبار الفنانين والمشاهير، حيث أوضحت أن السوشيال ميديا أصبحت سلاحًا ذا حدين، فمن جهة تتيح للناس التعبير عن آرائهم والتواصل مع جمهورهم، لكنها من جهة أخرى تحولت إلى ساحة مفتوحة للانتقادات الجارحة والشائعات التي قد تدمر حياة أشخاص أبرياء. وأكدت أن الكثيرين ينسون أن المشاهير بشر مثلهم، يفرحون ويحزنون ويخطئون ويصيبون، وأنه من الظلم محاسبتهم على كل تصرف أو كلمة وكأنهم يعيشون تحت المجهر طوال الوقت.
واختتمت ريهام حجاج رسالتها بدعوة الجميع إلى التحلي بالتسامح والرحمة، وعدم الانسياق وراء الشائعات أو المشاركة في تداول الأخبار غير المؤكدة، مشيرة إلى أن الكلمة الطيبة والستر هما أساس العلاقات الإنسانية السوية. كما عبرت عن أملها في أن تعود مواقع التواصل الاجتماعي إلى دورها الإيجابي في نشر المحبة والدعم بدلًا من أن تكون وسيلة للهجوم والتجريح. وقد تفاعل عدد كبير من متابعي ريهام مع منشورها، حيث أيدها الكثيرون في وجهة نظرها، بينما رأى البعض أن توقيت الرسالة قد يكون مرتبطًا بأحداث أو شائعات طالتها مؤخرًا، مما زاد من حالة التشويق والغموض حول ما تعنيه الفنانة تحديدًا.
وبين مؤيد ومعارض، يبقى منشور ريهام حجاج حديث الجمهور، ويعيد تسليط الضوء على قضية الخصوصية والستر في زمن أصبحت فيه حياة المشاهير مكشوفة أمام الجميع، ويطرح تساؤلات مهمة حول حدود النقد وحق كل إنسان في الاحتفاظ بجوانب من حياته بعيدًا عن أعين المتطفلين.