في جلسة حوارية بعنوان “تكنولوجيا الإعلام تقود المستقبل” على هامش فعاليات قمة الإعلام العربي، كشفت الإعلامية رهف صوالحة عن رؤيتها الثاقبة لمستقبل الصناعة الإعلامية في ظل التطور التكنولوجي المتسارع. وأكدت خلال اللقاء الخاص مع “سيدتي” أن الذكاء الاصطناعي يجب أن يُنظر إليه على أنه “زميل” يعزز عمل الإعلامي ويسانده، وليس “بديلاً” يحل مكانه، مشددة على أن العنصر البشري سيظل دائماً قلب العملية الإعلامية النابض.
تطرقت صوالحة إلى الحديث عن كيفية توظيف التقنيات الحديثة في تطوير المحتوى الإعلامي، حيث أوضحت أن الذكاء الاصطناعي أصبح أداة فعالة في تحليل البيانات، وتنبؤات المشاهدات، وحتى المساعدة في إنتاج بعض المواد الإخبارية الروتينية. لكنها في الوقت نفسه حذرت من الاعتماد الكلي على هذه التقنيات، مؤكدة أن الإبداع الإنساني، والحس الإعلامي المرهف، والقدرة على قراءة المشاعر الإنسانية، تظل جميعها مهارات حصرية لدى الإعلامي المحترف لا يمكن للآلات محاكاتها بالكامل.
وعن سبب حرصها على المشاركة الدورية في الملتقى، أوضحت صوالحة أن قمة الإعلام العربي تمثل منصة فريدة لتبادل الخبرات والتجارب بين صناع المحتوى في العالم العربي، كما أنها فرصة ثمينة للاطلاع على أحدث التطورات التكنولوجية التي تطرق أبواب الصناعة الإعلامية. وأشارت إلى أن النسخة الحالية من الملتقى تحمل أهمية استثنائية في ظل التحولات الكبيرة التي تشهدها صناعة الإعلام عالمياً، مما يتطلب تضافر الجهود لوضع استراتيجيات عربية موحدة للتعامل مع هذه التحديات.
خلال الجلسة، استعرضت الإعلامية البارزة بعض النماذج العملية لدمج الذكاء الاصطناعي في العمل الإعلامي، مثل استخدام الروبوتات الصحفية في تغطية الأحداث الرياضية، وتوظيف تقنيات التحليل الآلي للبيانات في استطلاعات الرأي، وكيفية الاستفادة من هذه الأدوات مع الحفاظ على المصداقية والموضوعية. كما دعت إلى ضرورة تطوير المناهج التعليمية في كليات الإعلام لتواكب هذه المتغيرات، مع التركيز على تعزيز المهارات الإنسانية التي تميز الصحفي المحترف.
في ختام حديثها، توقعت صوالحة أن تشهد السنوات القليلة المقبلة تحولات جذرية في المشهد الإعلامي، مشددة على أن النجاح في هذا المضمار سيكون حليفاً للقادرين على تحقيق التوازن الأمثل بين الاستفادة من التقنيات الحديثة، والحفاظ على القيم والأخلاقيات الإعلامية الأصيلة. وأكدت أن الإعلام العربي يمتلك كل المقومات ليكون لاعباً رئيسياً في تشكيل مستقبل الصناعة، شرط أن يتم تبني هذه التقنيات بذكاء ووعي.