لطالما كانت مقتنيات الأميرة ديانا محط أنظار عشاق الموضة وجامعي التحف حول العالم، حيث تحقق فساتينها ومجوهراتها وأغراضها الشخصية أسعارًا خيالية كلما عُرضت في المزادات العلنية، لتصبح كل قطعة ترتبط باسمها كنزًا نادرًا يحمل عبق الذكريات وقيمة تاريخية وإنسانية لا تقدر بثمن. ومع ذلك، يلاحظ المتابعون والمهتمون أن معاطف الأميرة ديانا تحديدًا لم تظهر يومًا ضمن معروضات المزادات، رغم شهرتها الكبيرة بذوقها الرفيع في اختيار المعاطف التي كانت جزءًا أساسيًا من إطلالاتها الأنيقة، خاصة في المناسبات الرسمية والزيارات الخارجية.
ويعود السبب في ذلك إلى أن معاطف ديانا لم تكن مجرد قطع ملابس فاخرة، بل كانت تحمل رمزية خاصة لدى العائلة المالكة، إذ ارتبطت بمناسبات مهمة وذكريات عائلية لا تُنسى. فغالبية هذه المعاطف تم الاحتفاظ بها ضمن مقتنيات العائلة الملكية البريطانية، حيث تعتبر جزءًا من الإرث الخاص الذي يُحفظ للأجيال القادمة، سواء لأبنائها أو لأحفادها. وتولي العائلة المالكة أهمية كبيرة للحفاظ على مقتنيات ديانا الشخصية، خصوصًا تلك التي تحمل طابعًا رسميًا أو ارتبطت بلحظات فارقة في حياتها، مثل زياراتها الإنسانية وجولاتها الخارجية التي تركت أثرًا عميقًا في ذاكرة العالم.
كما أن هناك جانبًا عاطفيًا واضحًا في قرار عدم عرض معاطف ديانا للبيع، حيث يرى الأمير ويليام والأمير هاري أن هذه القطع تمثل ذكرى حية لوالدتهما، ويحرصان على إبقائها ضمن دائرة العائلة، احترامًا لمكانتها وتخليدًا لإرثها الإنساني. وقد أشار مقربون من الأسرة الملكية في أكثر من مناسبة إلى أن بعض ملابس ديانا، وخاصة المعاطف، تُحفظ بعناية فائقة في غرف خاصة داخل القصور الملكية، وتُعرض أحيانًا في معارض مغلقة أو مناسبات خيرية محدودة، ولكنها لا تُطرح للبيع مطلقًا حفاظًا على خصوصيتها وقيمتها المعنوية.
ومن جهة أخرى، فإن معاطف ديانا غالبًا ما كانت تُصمم خصيصًا لها من قبل دور أزياء عالمية، وتُعتبر قطعًا فريدة لا مثيل لها، ما يزيد من قيمتها التاريخية والفنية. ولهذا السبب، تفضل العائلة المالكة أن تظل هذه المعاطف جزءًا من التراث الملكي، بدلاً من أن تنتقل إلى أيدي جامعي التحف أو أن تُباع في المزادات مهما بلغ سعرها.
وبذلك، تبقى معاطف الأميرة ديانا حبيسة الذاكرة الملكية، شاهدة على حقبة من الأناقة والرقي والإنسانية، لا تُقدر بثمن ولا يمكن أن تُعرض للبيع، بل تظل إرثًا عائليًا وإنسانيًا يحمل قصة أميرة أحبها العالم، وتبقى تفاصيلها محفوظة خلف جدران القصور، لتروي للأجيال القادمة حكاية أيقونة خالدة في تاريخ بريطانيا والعالم.