لم تكن عارضة الأزياء العالمية بيلا حديد تتخيل أن لحظة عابرة على مواقع التواصل الاجتماعي ستكون بداية لاكتشاف عائلي صادم ومدهش في آنٍ واحد. وبينما كانت تتصفح حساباتها المعتادة، توقفت أمام صورة لفتاة تشبهها إلى حد لا يُصدق. تقاطيع الوجه، نظرة العيون، وحتى تفاصيل الابتسامة؛ كلها كانت مألوفة بطريقة تثير الفضول والتساؤل. وما بدا في البداية مجرد تشابه شكلي بسيط، تحوّل سريعًا إلى بداية رحلة لكشف حقيقة تغيّر حياة عائلة حديد للأبد.
بيلا سارعت بمشاركة الصورة مع أختها الكبرى جيجي، التي بدورها شعرت بالدهشة نفسها. لم يكن الأمر مجرد وهم بصري أو لعبة تشابه، بل بدا كأنها تنظر إلى نسخة أصغر من نفسها أو من بيلا. دفعت تلك اللحظة الشقيقتين إلى البحث والتحقيق، ليتوصلا في النهاية إلى حقيقة لم يكن أحد يتوقعها: لديهما أخت ثالثة وُلدت قبل 23 عامًا، وظلّت بعيدة تمامًا عن الأضواء وعن حياة الأسرة.
القصة بدأت تتضح شيئًا فشيئًا، فقد تبين أن الفتاة تُدعى ألانا، وهي من أبناء والد بيلا وجيجي، محمد حديد، ولكن من علاقة مختلفة، ظلت طيّ الكتمان طيلة هذه السنوات. لم يتم الإعلان عنها في وسائل الإعلام، ولم تكن جزءًا من الدوائر العامة لعائلة حديد التي تحيط بها الأضواء باستمرار. واللافت أن ألانا لم تكن تعلم أيضًا الكثير عن أصولها، حتى بدأت تلاحظ بنفسها التشابه الكبير بينها وبين الشقيقتين المشهورتين.
ومع ظهور ألانا إلى الساحة، بدأ الجمهور في عقد المقارنات والتساؤلات: هل تشبه جيجي أكثر أم بيلا؟ البعض رأى فيها ملامح جيجي الهادئة وأناقتها الراقية، بينما لاحظ آخرون أن ملامحها الحادة وجرأتها في التعبير عن نفسها تقترب أكثر من بيلا. وعلى الرغم من أن الشبه الجسدي لافت جدًا، إلا أن كل واحدة من الشقيقات الثلاث تتمتع بجاذبية فريدة وشخصية مستقلة تميزها عن الأخرى.
جيجي وبيلا رحبتا بأختهما الجديدة بحرارة، وبدأت العلاقة بينهن تتطور بسرعة ملحوظة، خاصة مع الدعم الكبير من العائلة، وبالأخص من الوالد محمد حديد، الذي أبدى فخره وسعادته بجمع بناته تحت مظلة واحدة بعد سنوات من الغموض والصمت. ورغم حساسية الموقف وتعقيداته، حرص الجميع على الاحتفاء بروح الأسرة والتقارب، متجاوزين أي حرج أو خلافات قديمة.
اكتشاف الأخت الثالثة لم يكن مجرد خبر عابر أو مفاجأة عائلية، بل تحول إلى قصة إنسانية تحمل في طياتها رسائل عن الهوية والانتماء والحب غير المشروط. فقد برهنت هذه القصة أن الروابط الحقيقية قد تتأخر، لكنها لا تموت، وأن الدم يظل أقوى من المسافات والسنين.
اليوم، وبعد هذا الكشف المثير، باتت ألانا تحظى بمتابعة كبيرة من جمهور جيجي وبيلا، الذين يترقبون تفاعلها مع الشقيقتين في الظهور العام، ويتساءلون عما إذا كانت ستسير على خُطاهن في عالم الأزياء والشهرة، أم ستختار طريقًا مختلفًا تمامًا. لكن الأهم من كل ذلك، أن العائلة قد استعادت قطعة مفقودة من صورتها الكاملة، واكتملت اللوحة التي ظلت ناقصة طوال عقدين من الزمان.