ليلة طربية خالدة.. محمد عبده يضيء سماء الخبر بأول حفل على مسرح “الخبر أرينا” وسط تفاعل جماهيري استثنائي وتنظيم لافت من شركة روتانا

في أمسية موسيقية لا تُنسى، أحيا فنان العرب محمد عبده أولى حفلاته على مسرح “الخبر أرينا”، ليكون هذا الحدث الفني الكبير بمثابة تدشين رسمي للمسرح الذي افتتح أبوابه لاستقبال نجوم الفن والجمهور العاشق للطرب الأصيل. وقد حملت الليلة أجواء استثنائية تخللتها مشاعر الفرح والحنين والفخر، حيث عاش الحضور واحدة من أروع اللحظات الغنائية التي جمعت بين الذكريات والأداء المذهل، وسط أجواء ساحرة وتنظيم دقيق أعدته شركة روتانا التي حرصت على تقديم عرض فني بمستوى عالمي يليق بتاريخ ومكانة محمد عبده.

منذ اللحظة الأولى التي صعد فيها محمد عبده إلى المسرح، تعالت صيحات الجمهور وتصفيقهم الحار الذي لم يتوقف طوال الأمسية، وهو ما يعكس الحب الكبير الذي يكنه محبوه له في كل مكان، وخصوصًا في المنطقة الشرقية التي لطالما كانت شاهدة على كثير من محطاته الناجحة. وبصوته العذب وأدائه المتقن، قدّم الفنان الكبير مجموعة من أجمل أغانيه التي تفاعل معها الجمهور بشكل ملحوظ، متنقلاً بين الكلاسيكيات التي صنعت مجده الفني وأعماله الحديثة التي تؤكد استمراره وتألقه المتجدد رغم عقود من العطاء.

وقد تميّز الحفل بأجواء فنية راقية مزجت بين الأصالة والتقنيات الحديثة في الصوت والإضاءة، حيث بدا المسرح وكأنه لوحة فنية نابضة بالحياة، بفضل الترتيبات المبهرة التي وفرتها روتانا والتي أظهرت الحفل بمظهر استثنائي على مستوى التنظيم والإخراج. كما بدا واضحًا الانسجام التام بين محمد عبده وفرقته الموسيقية التي رافقته بتناغم فني أضفى على كل وصلة غنائية بعدًا وجدانيًا فريدًا.

ولم تكن الأغاني وحدها هي ما حرّك مشاعر الحاضرين، بل كانت كلمات محمد عبده ووقفاته التلقائية وحديثه مع الجمهور سببًا آخر في شعور الحضور بأنهم جزء من ليلة خاصة، ليست مجرد حفل موسيقي بل لحظة فنية موثقة في الذاكرة. عبّر محمد عبده خلال الحفل عن سعادته الكبيرة بالغناء لأول مرة على مسرح “الخبر أرينا”، مشيرًا إلى أن هذه الليلة تمثل له وللمنطقة محطة مهمة في مسيرته الفنية، معربًا عن امتنانه للتفاعل الجماهيري الدافئ الذي استقبله منذ دخوله إلى المسرح وحتى ختام الأمسية.

وقد اختُتم الحفل وسط أجواء مليئة بالتقدير والحب، بعد أن أدى محمد عبده واحدة من أشهر أغنياته التي ردّدها معه الجمهور بصوت واحد، ليُسدل الستار على ليلة وُصفت بأنها من أعظم الليالي الفنية في تاريخ المنطقة الشرقية، ليست فقط لأنها الأولى على مسرح “الخبر أرينا”، بل لأنها جمعت بين فنان كبير له بصمته التاريخية وجمهور أوفى له الحب على مر السنين. هذا الحفل لم يكن مجرد عرض فني، بل كان رسالة حقيقية تؤكد على أن الطرب الأصيل لا يغيب، وأن الأسماء العظيمة كفنان العرب لا تزال قادرة على إبهار الأجيال وصناعة الذكريات.