رزان جمّال تبوح بحكاية من القلب.. حين تتحول الصداقة إلى قصة تتحدى المستحيل

بأسلوبها الرقيق وصوتها الهادئ المفعم بالإحساس، تخوض الفنانة اللبنانية رزان جمّال أولى تجاربها في عالم الكتابة لتروي لنا حكاية مفعمة بالمشاعر، من خلال عمل جديد يحمل عنوان “لولو وبلو”، وهو مشروع أدبي موجه للأطفال لكنه يحمل في أعماقه رسائل إنسانية عميقة تتخطى العمر واللغة والثقافة. لم تكن هذه الخطوة مجرد مغامرة أدبية بالنسبة لرزان، بل هي رحلة داخلية أرادت من خلالها التعبير عن رؤيتها الخاصة للحياة، والحب، والاختلاف، والتقبّل.

تدور القصة حول علاقة صداقة فريدة تجمع بين شخصيتين من عالمين مختلفين، لولو وبلو، في إطار سردي بسيط لكنه محمّل بالرموز، حيث تتحدى هذه العلاقة كل الحواجز التي قد يصنعها المجتمع أو يفرضها الواقع. من خلال الكلمات التي اختارتها بعناية، ومن خلال عالم ملون بالأمل والبراءة، تنسج رزان خيطاً رفيعاً يربط القارئ بقيم الإنسانية النقية. ويبدو أن هذا المشروع لم يكن وليد اللحظة، بل حلم لطالما راودها، كما عبّرت، فهي لطالما أرادت أن تحكي القصص على طريقتها، بعيدًا عن الأضواء والكاميرا، وفي مساحة حرة مليئة بالحب والإبداع.

رزان التي اعتاد الجمهور على رؤيتها في أدوار تمثيلية مؤثرة، اختارت هذه المرة أن تكون الراوية لا الممثلة، أن تمسك القلم لا السيناريو، لتغوص في عالم الطفولة والخيال، وتمنح جمهورها حكاية تنبض بالصدق والعفوية. هي لا تسعى فقط لخلق قصة تُقرأ، بل تجربة تُحسّ، تحمل في طيّاتها صوتاً لكل طفل يشعر أنه مختلف، ولكل شخص يبحث عن صديق حقيقي يفهمه دون شروط.

الكتاب “لولو وبلو” ليس مجرد تجربة فنية جديدة في مسيرة رزان جمّال، بل هو إعلان صريح عن رغبتها في استخدام شهرتها وموهبتها في بناء محتوى يحمل رسالة، ويترك أثراً. وقد عبّرت عن سعادتها بهذه الخطوة التي تشبهها كثيرًا، مؤكدة أن القصص قادرة على تغيير العالم، خاصة عندما تكون نابعة من القلب. وفي ظل عالم مليء بالتحديات، جاءت هذه القصة لتزرع شيئاً من الدفء، وتذكرنا بأن الصداقة، حين تكون حقيقية، لا تعترف بأي حواجز.