بأسلوبها الذي يفيض فخامة وتميزاً، خطّت المصممة السورية العالمية منال عجاج فصولًا جديدة من الأناقة، عبر مجموعة أزياء خريفية جمعت ببراعة بين الرقي والدفء، فأطلت علينا بتصاميم تأسر الأنظار وتلامس القلوب، لتؤكد مجددًا مكانتها كواحدة من أبرز الأسماء في عالم الموضة العربية والعالمية. في كل قطعة من مجموعتها الجديدة، يتجلى إحساسها العميق بالأنوثة والتفاصيل، حيث اختارت بعناية الأقمشة التي تعكس روح الخريف بألوانه الهادئة والدافئة في آنٍ، مثل درجات البيج، البني، الزيتي، والنبيذي، فكان لكل لون رسالة ولكل خامة إحساس يخصها.
اعتمدت منال في هذه المجموعة على قصات أنثوية ناعمة لا تخلو من القوة، إذ لعبت على التوازن بين الأناقة الكلاسيكية والجرأة المعاصرة، فجاءت الفساتين طويلة ومزينة بتطريزات دقيقة تجسّد الحرفية العالية التي تميز أعمالها. أما الخامات، فتنوّعت بين المخمل الفاخر والصوف الناعم والحرير الثقيل، مما يعكس مزاج الموسم بكل تقلباته، ويمنح المرأة شعوراً بالدفء والراحة مع الحفاظ على أناقتها الطاغية.
ولم تغفل المصممة التفاصيل الدقيقة التي تحوّل كل تصميم إلى تحفة فنية، فزُيّنت بعض القطع بأزرار ذهبية كبيرة وأكمام واسعة مزخرفة، كما ظهرت الياقات المرتفعة والأحزمة العريضة التي تحدد الخصر وتبرز جمال القامة الأنثوية. كل هذه العناصر تداخلت في لوحة تصميمية متناغمة تُشبه قصة تُروى بحروف من خيال وأناقة، فجاءت التشكيلة وكأنها رواية خريفية تمشي بها المرأة في شوارع باريس أو بيروت، وهي تتألق بثقة وسحر لا يُقاومان.
وإلى جانب الجانب البصري الساحر، عبّرت منال من خلال هذه المجموعة عن فلسفة تصميمها التي تُمجّد هوية المرأة الشرقية القوية، حيث جمعت بين الأصالة والحداثة، مستلهمة بعض القصّات من الطراز العثماني والتفاصيل الملكية، وأخرى من موضة الثمانينات التي عادت بقوة هذا الموسم. فبدت التصاميم وكأنها جسور بين العصور، تربط الماضي بالحاضر، وتعيد تفسير الأناقة بلغة متجددة تناسب ذوق المرأة العصرية.
في هذه التوليفة المتقنة، أكدت منال عجاج من جديد أنها لا تقدّم مجرد أزياء تُرتدى، بل تحكي من خلالها قصصاً عن الجمال، الثقة، والقوة، وتدعو كل امرأة لتكون البطلة في حكايتها الخاصة، مرتدية فستاناً من توقيعها، يحمل معها لمسة من الخيال، ووهجاً من الخريف الذي لا تنطفئ ألوانه على منصات الأناقة.