جيل جديد من النجمات يعيد رسم ملامح النجومية: “هي” في حوار حصري مع فنانات الجيل زد الصاعدات بقوة

في عالم يموج بالتغيرات السريعة والمتلاحقة، سواء على مستوى التكنولوجيا أو الذوق الفني أو حتى مفاهيم النجومية، تبرز وجوه شابة تنتمي إلى ما يُعرف بجيل “زد”، وهو الجيل الذي وُلد وتربى في كنف ثورة رقمية غير مسبوقة، جعلت منه أكثر وعيًا بذاته، وأكثر قدرة على التعبير عن قضاياه وأحلامه بطريقته الخاصة، وبأدواته الجديدة التي لا تشبه تلك التي استخدمها من سبقوه من النجوم. هؤلاء الفنانات الشابات لا يسعين فقط للظهور على الشاشات أو تحقيق الشهرة السريعة، بل يحملن في جعبتهن طموحًا مختلفًا ورؤية متفردة للنجاح، حيث يربطن الفن بالرسالة، والشهرة بالتأثير الحقيقي في مجتمعاتهن، ويكسرن القيود النمطية التي لطالما أحاطت بمفهوم “النجومية الكلاسيكية”.

وقد أجرت مجلة “هي” حوارًا مميزًا مع عدد من هؤلاء النجمات الصاعدات، اللواتي خطفن الأنظار بأدوارهن القوية، وحضورهن الطاغي، واختياراتهن الجريئة سواء في الأزياء أو الأدوار أو حتى الآراء، ليكشفن من خلال كلماتهن عن ملامح شخصية فنية وإنسانية مثيرة للاهتمام. ففي الوقت الذي تتحدث فيه كل واحدة منهن عن تجربتها الخاصة، تكتشف أنهن جميعًا يشتركن في السعي نحو تقديم صورة صادقة ومعبرة عن الجيل الذي ينتمين إليه، جيل يؤمن بأن الفن ليس مجرد وسيلة للترفيه، بل أداة للتغيير المجتمعي، وإعادة تشكيل وعي الجمهور، خاصة في ظل التحديات الكثيرة التي تواجه المرأة والشباب في هذا العصر.

الفنانات الشابات لا يعتمدن فقط على الموهبة، بل يستثمرن بشكل واعٍ في تطوير أنفسهن، من خلال الدراسة، والانفتاح على تجارب عالمية، واستخدام المنصات الرقمية لبناء علاقات مباشرة مع جمهورهن، وهو ما منحهن حضورًا قويًا يتجاوز حدود الشاشة، وجعل منهن أصواتًا مؤثرة في قضايا الشباب والنساء، سواء داخل الأعمال الفنية أو خارجها. وهن لا يخفين رغباتهن في كسر السقف، وفرض شروط جديدة في الوسط الفني، سواء على صعيد اختياراتهن، أو في طريقة تعاملهن مع النجومية كمنصة للتأثير لا للزهو فقط.

ما تقدمه هذه النجمات من أعمال فنية يعكس واقعًا متغيرًا، ويفتح الباب واسعًا أمام شكل جديد من النجومية، أكثر واقعية وعمقًا وإنسانية. لقد ولّى زمن النجمات اللاتي كن يظهرن بصورة مثالية بعيدة عن الواقع، لتحل محلهن فنانات يُظهرن جرأتهن في التعبير عن مشاعرهن، ويكشفن عن عيوبهن قبل مميزاتهن، ويؤمنّ بأن القوة في الصدق، لا في التجميل الزائف.

وفي خضم هذه الموجة الجديدة، تبقى أعين الجمهور مترقبة لتطور مسيرة هؤلاء الشابات، ممن يبدو أنهن لا يأتين فقط لتكرار قصص من سبقوهن، بل لصناعة مسار مختلف كليًا، قد يعيد تعريف معنى “النجمة” في القرن الحادي والعشرين.