في حوار مليء بالدفء والحنين، كشفت رومي نصار، إحدى أبرز رائدات الأعمال في العالم العربي، عن الجوانب الشخصية التي تلهمها وتؤثر في ذوقها الفني واختياراتها اليومية، حيث تحدثت بشغف بالغ عن عشقها العميق لعصر السبعينات، واصفة هذه المرحلة بأنها الأكثر تأثيرًا في شخصيتها وأسلوبها في الحياة، سواء من ناحية الموضة أو الموسيقى أو حتى الأفكار التي كانت سائدة في ذلك الزمن. وأوضحت أن تلك الحقبة تحمل بالنسبة لها سحرًا خاصًا لا يمكن مقارنته بأي عصر آخر، فهي مليئة بالتفاصيل التي تجمع بين الأصالة والجرأة، وتعكس روحًا حرة ومتجددة لطالما وجدتها مصدر إلهام في كل مشاريعها ومجالات اهتمامها.
رومي تحدثت عن انجذابها لكل ما يرتبط بالسبعينات، بداية من الألوان الجريئة والنقوش المميزة في الملابس، وصولاً إلى الأسلوب الفني المفعم بالحياة والانطلاق. وأشارت إلى أن تلك المرحلة التاريخية لم تكن فقط محطة للموضة والموسيقى، بل كانت انعكاسًا لتحوّل اجتماعي وثقافي كبير، أسهم في تشكيل ذائقة جمالية راقية ومتمردة في آن واحد. وقد انعكس هذا العشق جليًا في ذوقها الشخصي الذي يظهر بوضوح في اختياراتها للديكور، وتصاميم الأزياء، وحتى في رؤيتها للأعمال والمبادرات التي تطلقها، حيث تسعى دائمًا إلى المزج بين الطابع العصري وروح الماضي الزاخرة بالتفاصيل الحية.
وعن النجوم الذين تركوا بصمتهم في حياتها، لم تتردد رومي في التعبير عن حبها الكبير للفنانة شريهان، مؤكدة أنها كانت وما زالت مصدر إلهام حقيقي لها. فقد رأت في شريهان نموذجًا فريدًا للمرأة القوية، الأنيقة، والموهوبة التي جمعت بين البهاء والذكاء والقدرة على التأثير في قلوب الجماهير، ليس فقط من خلال أعمالها الفنية المتميزة، بل أيضًا من خلال حضورها الآسر وأسلوبها المتفرد في الأداء. رومي اعتبرت أن شريهان تمثل لها أيقونة لا تتكرر، وتركت بصمة خالدة في وجدانها منذ الطفولة، وظلت ترافقها كمصدر طاقة وجمال وأناقة في مختلف مراحل حياتها.
هذا التمازج بين الحنين للماضي ورؤية المستقبل هو ما يصنع شخصية رومي نصار المتفردة، حيث لا تفصل بين شغفها بالفن وتقديرها للجمال وبين عملها كرائدة أعمال ناجحة تعرف تمامًا كيف تحوّل الإلهام إلى إنجازات ملموسة. فقد استطاعت أن تنقل هذا العشق إلى مسيرتها العملية، لتصنع من أفكارها تجربة متكاملة تعكس ذوقًا رفيعًا وأصالة لا تنضب. ولعل هذا ما يجعلها شخصية محبوبة ومُلهمة، ليس فقط لما تحققه من نجاحات، بل لما تحمله من شغف حقيقي بالحياة بكل تفاصيلها، خاصة تلك التي تعود بنا إلى زمن جميل ما زال ينبض في أعماق ذاكرتها.